الرياض - سلطان الجعيثن - إيمان التركي
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية افتتح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني أمس المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي الذي يحمل شعار (الثقافة واحترام الأديان) ويستمر لمدة يومين وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الأنتر كونتننتال بالرياض. وقد ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ألقاها نيابة عنه معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أكد فيها الجهود التي يبذلها الجانبان لاستمرار الحوار والتواصل والتفاهم بينهما والعمل على إيجاد قواسم مشتركة تجمع الحضارتين وتأسيس علاقات نموذجية بين الطرفين مبنية على الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل. وأشار إلى أن الكثير من السمات المشتركة التي تجمع الشعوب الإسلامية واليابان قوامها احترام الآخرين ومعتقداتهم، والالتزام بمبدأ السلام مؤكداً أن الراوبط التاريخية بين المجتمعات الإسلامية واليابان أثمرت عن فهم مشترك وعلاقات مميزة. وعد سموه هذا الأمر تأكيداً ضرورة العمل الدؤوب لتعميق أواصر العلاقات بين الشعبين وعلى أسس من الحوار والتفاهم والتسامح بين الحضارتين ويفسر اهتمام المملكة العربية السعودية بدعم منتدى الحوار الإسلامي الياباني والحرص على استمراره.
وأفاد سموه أن اختيار (الثقافة واحترام الأديان) عنواناً لهذا المنتدى جاء بالنظر إلى ما تمثله الثقافة من دور حيوي في تشكيل هوية الفرد ومعارفه وشخصيته ونظرته للآخرين ولما يمثله الدين من ارتباط روحي ووجداني عميق لدى كل الشعوب.
وأبان سمو الأمير سعود الفيصل أن أهمية المنتدى تنبع من تأكيده على مبدأ الحوار وأدوات تعزيزه وقال (ليس الهدف من الحوار هو تغليب وجه نظر على الأخرى أو الوصول إلى إجماع بين الأطراف على رأي واحد بل إن الغرض الأساسي من الدخول في أي حوار هو محاولة الوصول إلى فهم الواقع الثقافي الذي يؤمن به الطرف الآخر فهما أفضل وتكوين حصيلة معرفية عن هذا الواقع كي تكون هذه المعرفة الثقافية أساسا للتعامل معه واحترامه، ولتحل محل إطلاق الأحكام المسبقة والتحيز ضده وأهمية تنمية ثقافة الاحترام المتبادل بين كل المعتقدات الدينية خاصة في ظل الصرعات التي يشهدها العالم وما يتمخض عنها من انتشار ثقافة التطرف والعنف والاستفزاز).
وأضاف إننا نعيش في عصر العولمة الذي يستدعي التفاعل والتواصل والتحاور بيننا بيسر وسهولة، وهذا يدعونا إلى بذل مزيد من الجهود ليعرف كل منا الآخر بطريقة أفضل، ولتبادل المعلومات والآراء المتاحة وصول لفهم أفضل وأوسع بين المجتمعات الإنسانية وسعياً لترسيخ مبدأ إقامة العلاقات الدولية على الثقة والاحترام المتبادل بين الجميع.
وأشار سموه إلى أن من أهم الآليات التي تساعد على نشر المعلومات والرؤى في إطار تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والاحترام والتعايش السلمي بين الشعوب بعيداً عن الصور النمطية هي وسائل الإعلام والاتصال الحديثة والمؤسسات التعليمية والفكرية والبحثية. وأكد أن المملكة عملت منذ سنين طويلة وما زالت تتبنى مبدأ الحوار بين الحضارات والثقافات حينما ساهمت في تأسيس الحوار بين المسلمين والفاتيكان قبل حوالي ثلاثة عقود وإيجاد آليات لتعميق التفاهم بين الشعوب وتعزيز التعاون والسلم المبني على الاحترام الديني والثقافي المتبادل بين المجتمعات الإنسانية مستدلاً بقوله الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
وأوضح سمو وزير الخارجية أن التجارب أثبتت أنه كلما بدأ الحوار بين الثقافات تم تأسيس فهما أفضل بين الجميع لينعكس ذلك بدوره على حل المشكلات والأزمات القائمة عاداً استمرار سياسة الحوار في مواجهة سياسة الإقصاء والتهميش والنقد أمراً هاماً للتعايش في عالم يسوده الأمن والسلام والاحترام المتبادل.
وأبان سمو الأمير سعود الفيصل أن منبع كل الحضارات الإنسانية هو منبع واحد ويكمل بعضها البعض وأن هذا هو ما أثبته تاريخ البشرية متمنياً التوفيق والنجاح لأعمال للمؤتمر.