Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/03/2008 G Issue 12962
الثلاثاء 17 ربيع الأول 1429   العدد  12962
خادم الحرمين الشريفين مخاطباً المشاركين في منتدى الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي:
البشرية في وقتنا الحاضر في أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية

الرياض - واس

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في قصره بالرياض أمس المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي الذي بدأ أعماله في الرياض يوم أمس الأول تحت عنوان - الثقافة واحترام الأديان - ويختتم أعماله اليوم.

وقد ألقى معالي نائب وزير الخارجية الياباني أوسامو أوتو خلال الاستقبال كلمة نيابة عن الجانب الياباني أعرب فيها عن شكر الجميع لخادم الحرمين الشريفين على استقباله لهم وعلى استضافة المملكة ممثلة في وزارة الخارجية لنشاطات المنتدى.

وتحدث معاليه عن منتدى حوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي منذ بدأت فكرته بمبادرة أطلقها معالي وزير الخارجية الياباني السابق يوهي كونو عام 2001م إلى المنتدى الحالي في الرياض، منوها بما وجده المشاركون في المنتدى من ترحيب وتسهيلات لتحقيق أهدافه.

وبين نائب وزير الخارجية الياباني أن عدد المسلمين في اليابان يتجاوز حالياً مائتي ألف مسلم وعدد المساجد يبلغ أربعين مسجدا.

وأكد معاليه أن هذا المنتدى سوف يؤدي إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين اليابان والعالم الإسلامي معرباً عن أمله في استمراره خلال السنوات القادمة.

إثر ذلك ألقى فضيلة رئيس العلماء ومفتي البوسنة الشيخ الدكتور مصطفى سيرتش كلمة عن الجانب الإسلامي في المنتدى عبر فيها عن شكره وشكر جميع المشاركين في المنتدى من الجانب الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين على ما يقدمه من خدمة للإسلام والمسلمين. مشيرا إلى أن العالم يحتاج اليوم إلى الإنسان الحكيم والعاقل.

وتطرق في كلمته إلى أهمية الحوار بين الحضارة الإسلامية والحضارة اليابانية مفيداً أن اليابانيين محبون للخير وفتحوا مجالاً للمسلمين لبناء مساجدهم وهم كذلك منفتحون للحوار ليس فقط مع الحضارة الإسلامية ولكن مع جميع الحضارات.

وقدم فضيلته الشكر لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية على كل ما وجدته البوسنة من الخير والإحسان والعون الذي أسهم في مساعدتها على البقاء مؤكداً أن المملكة مهد الإسلام بلد السلام والإحسان.

وقال: أنتم يا خادم الحرمين الشريفين أثبتم للعالم كله في زيارتكم للفاتيكان مؤخراً أن المملكة العربية السعودية وأنتم شخصياً أسوة حسنة ليس فقط للمسلمين وإنما لقادة العالم للدعوة للحوار والتعاون حول العالم.

وأشار مفتي البوسنة إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للفاتيكان أثلجت صدور المسلمين في أوروبا ووصفها بأنها زيارة تاريخية يتلمسون نتائجها في كل لحظة هذه الأيام.

ودعا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويمده بالقوة ويحفظ هذا البلد الأمين الذي يتوجه إليه المسلمون كل يوم خمس مرات.

بعد ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخواني..

أصدقائي اليابانيين..

أحييكم وأحيي إخواني جميعهم وأتمنى لكم التوفيق في هذه الندوة المعبرة - إن شاء الله - عن عقيدة الإسلام وأخلاق الإسلام وطهر الإسلام ومحبة الإسلام لجميع الأديان السماوية.

إخواني وأخواتي..

لست أريد أن أشرح الإسلام لأنكم أبناء الإسلام فكلكم - ولله الحمد - تحملون إيمان الإسلام وعقيدة الإسلام وأخلاق الإسلام، وأتوجه لكم بالشكر والامتنان لما تبذلونه نحو دينكم ونحو الأديان السماوية ونحو الإنسانية جمعاء.

إخواني.. هذه الفرصة سنحت لي أن أخبركم بشيء في خاطري، وأرجو منكم أن تصغوا لهذه الكلمات القصيرة لأقتبس منكم المشورة.

إخواني.. أحب أن أخبركم بهذه الخطوة التي أتمنى لها التوفيق، كنت أفكر منذ سنتين أن جميع البشرية في وقتنا الحاضر في أزمة، أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية، ولهذا فكرت وعرضت تفكيري على علمائنا في المملكة العربية السعودية لأخذ الضوء الأخضر منهم، - ولله الحمد - وافقوا على ذلك والفكرة أن أطلب من جميع الأديان السماوية الاجتماع مع إخوانهم في إيمان وإخلاص لكل الأديان لأننا نحن نتجه إلى رب واحد.

شاهدت مثل اجتماعاتكم الآن والحوار بين الأديان.. وإلى آخره، ففكرت بشيء لا أخفيه عليكم وكلكم تحسون به، كل من اتجه إلى ربه - عز وجل - من قلب صادق أمين وفي لدينه وللأديان والأخلاق الإنسانية، ولهذا كان في بالي أن أزور الفاتيكان، وزرتها وقابلت البابا، وأشكره فقد قابلني مقابلة لن أنساها، مقابلة الإنسان للإنسان، وفعلا اقترحت عليه هذه الفكرة وهي الاتجاه إلى الرب - عز وجل - بما أمر به في الأديان السماوية التوراة والإنجيل والقرآن، نطلب من الرب - عز وجل - أن يوفقنا جميعاً في هذه الأديان للكلمة التي أمر الرب - عز وجل - بفعلها للبشرية ولهذا الاتجاه للرب - عز وجل -، وفي

الوقت نفسه شاهدت من أصدقائنا في جميع الدول أن الأسرة والأسرية في هذا الوقت تفككت وفي الوقت نفسه سمعت أنه كثر الإلحاد بالرب - عز وجل -، وهذا لا يجوز من جميع الأديان السماوية لا من القرآن ولا من التوراة ولا من الإنجيل، نتجه إلى الرب - عز وجل - لإنقاذ البشرية مما هم فيه، افتقدنا الصدق، افتقدنا الأخلاق، افتقدنا الوفاء، افتقدنا الإخلاص لأدياننا وللإنسانية.

والأسرية أنتم أعلم بها، تفككت مع الأسف، الإنسان أعز ما عنده أبناؤه، إذا بلغ الشاب أو الشابة 18 سنة ودع أباه وأمه وذهب في مسائل لا تتقبلها الأخلاق ولا العقيدة وفوق هذا وذاك الرب - عز وجل -.

ولهذا نويت - إن شاء الله - أن أعمل مؤتمرات وليس مؤتمرا لأخذ رأي إخواني المسلمين في جميع أنحاء العالم في آرائهم ونبدأ - إن شاء الله - نجتمع مع إخواننا في كل الأديان التي ذكرتها التوراة، والإنجيل لنجتمع وهم ونتفق على شيء يكفل صيانة الإنسانية من العبث الذي يعبث بها من أبناء هذه الأديان بالأخلاق وبالأسر وبالصدق والوفاء للإنسانية.

هذا ما أحببت أن آخذ رأيكم فيه وأتمنى منكم عندما تعودون إلى بلدانكم أن تشرحوا الموضوع مختصرا، و- إن شاء الله - أنا بادئ فيها في أقرب وقت ممكن وإذا اجتمعنا واتفقنا - إن شاء الله - على كل خير جميع الأديان أتوجه إلى الأمم المتحدة وأعتقد حتى الذين يؤمنون بالإبراهيمية ولكن هذه الديانات الثلاث هي التي عليها أملنا، توراة، إنجيل، قرآن. والبقية - إن شاء الله - كلهم فيهم خير لإنسانيتهم ولأخلاقهم ولبلدانهم ولجمع الأسرة.

يا إخوان.. قد لا تصدقون كيف تفكك الأسرة، أعتقد أخواني هؤلاء يحسون بها، وكلكم تحسون بها، تفكك الأسرة، وكثرة الإلحاد في العالم، وهذا شيء مخيف لا بد أن نقابله من جميع هذه الأديان بالتصدي له وقهره وإرشادهم إلى الطريق المستقيم الذي - إن شاء الله - يحفظ كرامة الإنسان والإنسانية والأخلاق.

وشكراً لكم.

إثر ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

حضر الاستقبال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان فيصل طراد وسفير اليابان لدى المملكة هيجيرو ناكمورا وعدد من المسؤولين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد