القاهرة - مكتب (الجزيرة)- هانيا هشام
في أحدث تقاريرها حول تطورات الأوضاع في غزة، طالبت مجموعة الأزمات الدولية بإعادة النظر في مجمل السياسات الدولية والإقليمية التي تم تبنيها منذ سيطرة حماس على غزة في يونيو الماضي. وقالت المجموعة التي تتخذ من بروكسل مقراً لها إن السياسة القائمة على محاولة عزل غزة لم تثبت أية نجاعة ولم تحقق النتائج التي تصور البعض إمكانية حدوثها من حيث تقويض سلطة حماس وإعادة مقاليد الأمور إلى السلطة الفلسطيينة، ويرى التقرير الذي أصدرته المجموعة مطلع هذا الأسبوع بناء على لقاءات ومقابلات ميدانية عديدة في غزة وباقي الاراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وغيرها من العواصم الإقليمية والدولية ذات التأثير على الملف الفلسطيني، أن استمرار الوضع الحالي من سياسات العزل لن يثمر عن نتائج إيجابية سواء فيما يتعلق بصالح الأمن الإسرائيلي أو حقوق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال أو حتي فرص تحقيق تسوية سلمية من خلال التفاوض القائم في إطار مظلة آنابوليس وتقول مجموعة الازمات الدولية في تقريرها الاخير، لقد ثبت أن سياسة عزل حماس وفرض العقوبات على غزة سياسة مفلسة وقد أدت إلى عكس النتائج المرجوة في كافة المجالات، حيث تصاعد العنف الذي يضر بالفلسطينيين والإسرئيليين معاً، وأصبحت الأوضاع الاقتصادية في القطاع مأساوية، بما يولد الغضب واليأس، وأضرت هذه السياسة بمصداقية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيره من العناصر البراجماتية. وفي الوقت الذي تتعثر فيه عملية السلام، تتعزز قبضة حماس على قطاع غزة - وهو عكس الهدف الرئيسى لسياسة العزل تلك.
وتشير المجموعة في التقرير المعنون (الحكم في فلسطين - غزة تحت سيطرة حماس) إلى أن عددا من الفاعلين الرئيسيين في ملف القصية الفلسطينية يقومون الآن بإعادة تقييم الخيارات المطروحة أمامهم نظراً لإدراكهم عدم إمكانية استمرار الوضع الراهن على المدى الطويل، حيث تقوم إسرائيل بدراسة (خيارات عسكرية أكثر دموية) انطلاقاً من (قلقها من تنامى الترسانة العسكرية لدى حماس)، لكنها في الوقت نفسه تبحث (بحذر) - مع جهات أخرى - خيارا أكثر حكمة يتضمن وقفا متبادلا لإطلاق النار، وتعاونا دوليا (لمنع تهريب الأسلحة)، وفتح المعابر المؤدية لقطاع غزة.