لم نكن في الجزيرة في يوم من الأيام بعيدين عن نادي النصر أو ما يحدث فيه رغم قرار المقاطعة من الجانب النصراوي، بل إن النصر بشؤونه وشجونه كان ولا يزال في قلب صفحات الجزيرة، وظل القارئ يتابع الحدث النصراوي الجديد عبر الجزيرة صباح كل يوم من خلال ما يُنشر بكل موضوعية وحيادية وتجرد، ولسنا في الجزيرة من يقربنا قرار أو يبعدنا قرار.. فنحن نؤدي رسالة إعلامية وطنية سامية نؤمن بها ونلتزم بكل مبادئها مهما كلفنا هذا الالتزام من ثمن ندفعه بكل أريحية وبلا منّ أو أذى.. كما نلتزم بالوقوف من الجميع بنفس المقدار من المسافة.. ولا يعنينا أن يرانا هذا الطرف أو ذاك بعيدين عنه أكثر أو قريبين من أطراف أخرى أكثر.. لأن هذه الرؤى تنطلق من عيون محبة ولا ترتكز على أي أسس أو معايير موضوعية.. لكننا نتفهم ذلك كون الأمور تُقاس لدى الأندية ومسيريها ومشجعيها بمقياس الميول والعواطف.
والخطوة الأخيرة بإذابة جدار الثلج بين الطرفين (الجزيرة والنصر) التي قادها سمو الأمير طلال بن بدر وحظيت بتأييد ودعم كبير من سمو الأمير منصور بن سعود نقدرها ونعتز بها ونتعامل معها وفق قاعدة من اقترب منا ذراعاً اقتربنا إليه باعاً.. وليثق النصراويون العقلاء (وهم الغالبية الساحقة ولله الحمد) أن الجزيرة لم تكن في يوم من الأيام ضد ناديهم ولن تكون.. ولولا أولئك القلة من المتعصبين الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على نادي النصر دون أن ينصّبهم أحد أو يعترف بوصايتهم لما حدث أي سوء فهم بين الجزيرة والنصر فأولئك هم سبب كل تباعد لأنهم لا يجدون أنفسهم إلا وسط مشاريع الخلاف والشقاق. ولعل ما يحدث داخل البيت النصراوي حالياً خير شاهد حيث ساهم أولئك الأوصياء الأدعياء بتأجيج الخلافات وتوسيع رقعتها، وهؤلاء الذين يسؤوهم الصفاء والتقارب بين الجزيرة ونادي النصر هم من نحذر منهم خلال المرحلة القادمة لأنهم سيعملون جاهدين على إفشال هذا التقارب وعلى إحداث قطيعة نصراوية جديدة، لكننا نجزم أن كل مخططاتهم ونواياهم سيكون الفشل مآلها لما لمسناه ووجدناه من رغبة صادقة وقوية من الإدارة النصراوية في فتح صفحة علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل وعلى تفهم كل طرف لطبيعة عمل الطرف الآخر بعيداً عن مكائد الآخرين والمندسين ممن يجيدون حبك خيوط الخلافات ويبرعون في تأجيجها من خلال الخوض في النوايا والمقاصد وتأويل ما يُكتب أو يُطرح بتأويلات شيطانية تزرع الخلافات وتباعد المسافات بين الإخوة.