قدرة الله العظيمة في مخلوقاته البشرية لفئة معينة من البشر تمتاز بطيبة القلب ورقته وحنانه وعطائه وحبه الدافق بمن حوله من الناس وإذا شكا أحد همه لتلك الفئة ترقرقت دمعتاه واعتصر قلبه حزناً مشاركة وجدانية تنبع من قلب صادق وفي مخلص ينظر إلى عامة الناس بأنهم صادقون في كل عباراتهم التي يتحدثون بها، ذلك القلب ينفي الخداع والكذب والتدليس والخيانة بما حوله فيستغل ذلك القلب الطيب بأطماع الغير لمصالحهم الذاتية سواء كانت من قريب أو بعيد فيسرقون ما تلذ به أنفسهم من مال أو حب وإذا انتهت مصالحهم قذفوا بذلك للقلب عرض الحائط وأصبح في عالم النسيان, بل ربما يرهقونه بالدين الذي يقسم ظهر الجمل ويتركونه يتخبط بحسراته وحرقة قلبه لأنه خدع وابتز من أقرب الناس إلى قلبه.
نجده إذا مرض واحتاجهم ترد عليه الأبواب الموصدة والوحدة القاتلة لا يكلفون أنفسهم بالسؤال عنه أو الاطمئنان عليه. يحاول ذلك القلب مرة ومرات ويقول بنفسه لا أصدق بأنني قد أصبحت مجرد ذكرى في عالمهم أَيعقل هذا؟ نجد كل واحد منهم قد كوَّن أسرةً وأطفالاً وأوصد الباب نفسه لم يتذكر في يوم أن هناك شخصاً قد ساعده وأعطاه دم قلبه ووقف معه موقف المستميت لحل جميع أزماته.
أحدثك أيها القلب الرؤوف الطيب وأقول لك توقف برهة وانظر من حولك جيداً أو تمعن بكل البشر المحيطين حولك والمقربين إليك لا تكن طيبتك الزائدة تقضي على حياتك وتدمرك. وعلى عطائك بحدود المعقول، وابتعد عن كل شخص يحاول أن يستغل طيبتك ورقة قلبك، فكر بروية واستمع بتركيز، تصرف بحذر في أمورك كلها حاول تستفيد من كل التجارب التي مرت عليك وذقت منها الأمرين بما أثَّر في نفسيتك وحطمها إذا عرفت نوعية كل شخص تستطيع أن تعرف كيف تتعامل معه وترد عليه بقلب قوي شجاع مقتنع بما يقول غير مندفع بدون تفكير، لا تقفل أذنيك بمن أراد أن ينصحك ويوجهك إلى التصرف الجيد الذي لا يضرك.
لا تدع العاطفة تتحكم في تصرفك.. فكرْ بعقلك لا بقلبك فخالقك سبحانه وتعالى لن يدعك وحيداً، فسوف يشد من أزرك ويثبتك ويقوي عزيمتك لشق طريق حياتك من جديد وتمسك بقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}.