أحسنت صنعاً وزارة التجارة والصناعة حينما أصدرت تعميماً للفنادق يقر بالسماح للمرأة بالسكن بدون محرم في فنادق المملكة بشرط حملها بطاقة الهوية.
فهذا القرار يساعد الكثير من السيدات والفتيات اللواتي تضطرهن ظروف الحياة للسفر والإقامة بمفردهن نتيجة غياب المحرم أو عدم وجوده.
في نظري أن هذا القرار يعتبر داعماً قوياً للمرأة ومعززاً لمكانتها في مجتمعها.
ومن ينظر في واقع المرأة السعودية سيجد أن هناك عوائق كثيرة زرعت أمامها وغالبيتها تكون بحجة الدين وسد الذرائع!!
والمشكلة أن المجتمع حينما يتعامل مع المرأة فيما يخص مسألة وجود المحرم فإنه هنا لا يفرق بين المرأة الكبيرة في السن والتي وصل عمرها الستين عاماً وبين الفتاة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها الخمسة عشر عاماً!
هناك الكثير والكثير من سيدات الأعمال اللاتي كن يعانين من مسألة السكن والإقامة والتي كانت مرهونة بمرافقة المحرم ليأتي هذا القرار (الشجاع) والصحيح من قبل وزارة التجارة والصناعة ليساعد سيدات الأعمال أثناء تنقلاتهن لإنهاء مصالحهن بيسر وسهولة، وقد أزيحت أمامهن عقبة السكن والإقامة والتي كانت من العوائق الكبيرة التي لطالما عانت منها كل سيدة أعمال تضطرها ظروف العمل للتنقل والسفر في أوقات قد يكون من الصعوبة بمكان أن يرافقها فيها أحد من محارمها هذا في حالة وجود المحرم، حيث إننا نعلم أن كثيراً من السيدات لا يتوفر لديهن المحرم إما نتيجة طلاق أو وفاة من كانت تعتمد عليه لمرافقتها في السفر.كما أن هناك الكثير من السيدات ممن يعملن في المجال الصحفي والإعلامي وغيرهن من الفتيات اللاتي يسافرن من أجل التقدم للوظيفة أو للدراسة أو للعلاج وهنا يكون المكان الذي ستقيم فيه تلك الفتاة أو تلك السيدة الشغل الشاغل لها وهو ما كان سبباً في تعطل مصالح كثير من السيدات والفتيات.
وإذا كان هناك من يرى أن هذا القرار غير صائب من منطلق نظرة متشددة أو حانقة على المرأة فعليه أن يراعي ظروف الكثير من أخواته المواطنات واللاتي لا يجدن محرماً يعتمدن عليه في تنقلاتهن الكثيرة التي فرضتها عليهن ظروف الحياة المختلفة والتي أجبرت الكثير من السيدات على السفر المتكرر والذي قد لا يتيح لمحارمهن مرافقتهن دوماً وهنا تكون المسؤولية على المجتمع بمؤسساته كافة لتقديم التسهيلات اللازمة لهذا النوع من المواطنات بما يساعدهن في التحرك داخل حدود وطنهن بحرية وأمان وبما من شأنه مساعدتهن في قضاء حوائجهن والتزاماتهن.إنها خطوة مباركة نتأمل أن تليها خطوات مماثلة تكون بمثابة إعطاء المرأة جزءاً من حقوقها المشروعة وتكون كذلك بمثابة تعزيز لمكانتها وشخصيتها في المجتمع.
fauz11@hotmail.com*