الرياض - أحمد القرني
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية صباح أمس المؤتمر السعودي للصحة الإلكترونية تحت شعار (نحو تعاملات صحية إلكترونية موحدة) بفندق الإنتركونتننتال بالرياض، بحضور معالي وزير الصحة ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ومعالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومعالي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط ورئيس الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية ورئيس الجمعية الأمريكية لإدارة أنظمة المعلومات الصحية وعدد كبير من أصحاب المعالي والمسؤولين وذوي الاختصاص.
هذا وقد بدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية كلمة بهذه الماسبة رحب فيها بالحضور وقال: يطيب لي وأنا افتتح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني الذي تقيمه الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية والذي يُعنى بالصحة الإلكترونية أن أبارك هذه الخطوة، كما أرحب بالحضور متمنياً لهم كل التوفيق.
إن هذا المؤتمر يعد من المؤتمرات الكبرى والهامة التي تتبناها الجمعية بعدما حققه المؤتمر السعودي الأول للصحة الإلكترونية الذي عقد خلال عام 2006م من نجاح.
ولعلنا نتذكر تجمعنا السابق، وما تمخض عنه من توصيات هامة، واليوم نأتي لنؤكد على الدور الكبير الذي تلعبه التعاملات الإلكترونية في حياة الشعوب والدول، حيث أصبحت اليوم هي لغة التعامل والتطور، كما نأتي لنراجع أنفسنا ونعرض ما أنجزناه خلال ما يقارب عامين.
وكما تلمسون فإن المملكة العربية السعودية تعيش مرحلة هامة من مراحل البناء والتطوير في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله، وتركيز قيادتنا الغالية في هذه المرحلة ينصب على بناء الكوادر الوطنية لتستوعب النمو والبناء المتغير الذي يشهده العالم.
إنني إذ أبارك افتتاح هذا المؤتمر العالمي أدعو الله أن يحقق الآمال المعقودة على ما سيتوصل إليه من توصيات ستكون بإذن الله تعالى عوناً لمواكبة ركب التطور والتكيف مع عصر التقنية المتنامي الذي يعتمد في مسيرته على سواعد أبناء الوطن المؤهلين بالمعرفة والملمين بكافة المتغيرات المتسارعة على المستويين المحلي والدولي.
ثم ألقى رئيس المؤتمر عميد كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية رئيس الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية د.ماجد بن محمد التويجري كلمة بين فيها أن هذه الرعاية ليست إلا تأكيداً للدور الهام والمأمول الذي ينتظر الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية.
وأكد أن هذا المؤتمر تنظمه الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية بالتعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ومشاركة الجمعية الأمريكية لأنظمة إدارة المعلومات الصحية (HIMSS) والجمعية الدولية للمعلوماتية الطبية (IMIA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ومجلس الضمان الصحي التعاوني بالمملكة العربية السعودية.
وقال: إن اجتماع هذه المؤسسات لتنظيم هذا المؤتمر يعد أكبر دليل على إدراك القائمين عليها لأهمية الصحة الإلكترونية في تطوير الخدمات الصحية من أجل مواجهة احتياجات عمليات التنسيق والتكامل والتخطيط والمتابعة والتقويم، كما أن مشاركة هذه المؤسسات في تنظيم المؤتمر لا شك هو دعم لدور الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية.
ثم ألقى معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني د.عبدالله الربيعة كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: لقد ركزت خطط التنمية في بلادنا الغالية على الاهتمام بتقنية المعلومات، ويأتي في مقدمتها تقنية المعلومات الصحية نظراً لأهميتها، ودورها الفاعل في تطوير الخدمات الصحية، والتنسيق بين القطاعات، ومنع الازدواجية وتسهيل الوصول إلى المعلومة الدقيقة.
لذا جاء الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- لكافة القطاعات الصحية لتطوير أنظمة الصحة الإلكترونية.
وأشار معاليه أنه بالأمس القريب جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بالاهتمام بالحوار والشفافية والنقد الهادف. وقال: واسمحوا لي يا صاحب السمو أن أكون صريحاً كما تعلمنا من قائد مسيرتنا -رعاه الله.
إننا وعلى الرغم من التطور الذي تعيشه القطاعات الصحية ما زال لدينا هاجس كبير خصوصاً في أنظمة تقنية المعلومات حيث تتعدد الخطط والأنظمة مما قد يؤدي إلى تباين بين المؤسسات ويقود -لا سمح الله- إلى ازدياد فجوة التنسيق وخدمة المواطن السعودي الكريم.
ثم ألقى الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن سعادته بالتحدث في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الوطني الكريم، مؤكداً أن المؤتمر اختار لهذا العام موضوعاً بالغ الأهمية، عنوانه: (نحو تعاملات صحية إلكترونية موحدة)، ليكون محوراً لما يقدم فيه من دراسات وما يدور من مناقشات، فالصحة الإلكترونية أو استعمال (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) في الرعاية الصحية قد أصبحت حقيقة واقعة، بل جزءاً لا يتجزأ من النظام الصحي الوطني.
ثم ألقى معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع كلمة رحب فيها بالحضور، وبين معاليه أن تشريف سمو الأمير مقرن هذا اليوم لرعايته افتتاح هذا المؤتمر إسهام للصحة الإلكترونية يأتي ضمن اهتمامات سموه بهذا الجانب، مشيراً معاليه أنه عندما كان سموه أميراً لمنطقة المدينة المنورة وكيفية تطبيقه للحكومة إلكترونية التي كان لها الأثر الكبير في إنجاز الكثير من الأعمال وتيسير الأمور على المواطن.
وأكد معاليه أن تطبيق المعلومات الصحية الإلكترونية ليست ترفاً وإنما هي ضرورة ملحة لأي دولة تسهل على مواطنيها. وبين معاليه بأن في وزارة الصحة استشعرنا هذا الأمر منذ فترة وقد طالبنا بأن يكون لدينا الدعم المادي لتطبيق الصحة الإلكترونية في جميع منشآتنا الصحية.
وهذا العام -ولله الحمد- تم اعتماد (680) مليون ريال لهذا المشروع وتم ترسية 80 مستشفى و450 مركزاً صحياً لتطبيق الصحة الإلكترونية، وهدفنا الربط ما بين جميع مستشفياتنا والمراكز الصحية، والربط ما بين وزارة الصحة وجميع المنشآت الصحية الحكومية في الدولة، وربط جميع القطاعات الصحية الخاصة بالوزارة.
وأضاف معاليه بأنه منذ العامين عملنا إحصائية بالنسبة لوزارة الصحة وكان نتاجها لو طبقت وزارة الصحة المعلومات الإلكترونية على جميع منشآتها لوفرت (200) مليون ريال سنوياً، فماذا لو طبقت على جميع المنشآت الحكومية والخاصة، أعتقد أننا لوفرنا المليارات سنوياً وتوفير الجهد. وأكد معاليه بأننا مقتنعون تماماً بالمعلومات الإلكترونية وما أنتم مجتمعون عليه الآن ونتطلع لدعم سمو الأمير مقرن في جميع منشآتنا الصحية وليست الوزارة فقط.
ثم ألقى معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد ملا كلمة بين فيها أن انعقاد هذا المؤتمر في مرحلة وصلت فيها الخدمات الطبية في العديد من المنشآت الصحية في المملكة إلى مستويات متقدمة نفتخر بها جميعاً، تمثل ذلك في النجاحات المتكررة للعمليات المعقدة النادرة التي يتم إنجازها يوماً إثر يوم، ويتم فيها توظيف أحدث التقنيات الطبية، بما في ذلك تقنية الطب الاتصالي، وغيرها من تقنيات التعاملات الصحية الإلكترونية.
ثم قال: إن التعاملات الصحية الإلكترونية - كما تعلمون - مفهوم شمولي لا يقتصر فقط على توظيف الاتصالات وتقنية المعلومات في غرف العمليات والمختبرات؛ بل إنه أوسع من ذلك بكثير، حيث يشمل توظيف جميع الإمكانات التي تتيحها تقنيات الاتصالات والمعلومات؛ لتطوير بيئة العمل الطبي الإدارية والفنية، والاستفادة من الخبرات والكفاءات البشرية في شتى أنحاء العالم بهدف تحسين الأداء، ورفع الإنتاجية، وتقديم خدمات صحية مميزة للمريض في المستشفى، وفي مراكز الرعاية الصحية الأولية، وفي المنزل، ومتابعته وملاحظته حيث ما كان، ومن ثم تحقيق أفضل النتائج بإذن الله؛ لتخفيف معاناة المرضى، والقضاء على الأمراض في المجتمع، والمحافظة على أرواح البشر، والحد من المشكلات الصحية، والمشكلات الناتجة عن نقص الأدوية، وتقليل العبء على ميزانية الدولة من خلال تخفيض تكاليف العلاج.
ومن إدراك عميق لأهمية القطاع الصحي، والمهمة الكبيرة التي تقوم بها تقنيات الاتصالات والمعلومات في تطوير هذا القطاع؛ عُنيت الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، ضمن أهدافها الاستراتيجية، بتوظيف الاتصالات وتقنية المعلومات لبناء أنماط جديدة للخدمات الصحية، وقد اشتملت هذه الخطة على ثلاثة مشروعات وطنية لدعم انتشار التعاملات الصحية الإلكترونية، وهي مشروع لنشر نظم إدارة المستشفيات والمراكز الصحية، ومشروع لبناء الملف الطبي الإلكتروني الموحد، ومشروع لنشر تطبيقات الطب الاتصالي..
عقب ذلك قدم رئيس الجمعية الدولية للمعلوماتية الطبية العضوية الفخرية لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز.
ثم قام سموه بتكريم الشركات الراعية والداعمين للمؤتمر.
عقب ذلك قام سموه بقص شريط افتتاح المعرض الإلكتروني المصاحب لفعاليات المؤتمر الذي احتوى على أحدث الأنظمة المعلوماتية الصحية.
هذا، والجدير ذكره بأن المؤتمر تستمر فعالياته مدة ثلاثة أيام من 9-11 ربيع الأول بفندق الإنتركونتننتال بالرياض..