الخرطوم - طرابلس - أنجمينا - الوكالات
أعربت حركة العدل والمساواة كبرى الحركات التي تواجه الحكومة السودانية في إقليم دارفور المضطرب أنها مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع الخرطوم لكنها اشترطت أن تقتصر المفاوضات عليها وحدها دون الفصائل الأخرى، فيما أعلنت حركة أخرى استعدادها للمشاركة في جولة أخرى من المفاوضات في سرت بليبيا معربة عن رفضها إقصاء أي فصيل من جهود التسوية.
وطالب خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، وهي من أقوى الحركات في دارفور، يوم الأحد بمحادثات مباشرة مع الحكومة السودانية قائلاً إن حركته هي القوة الوحيدة الباقية القادرة على الاستمرار في المنطقة التي تمزقها الحرب. وقال إن المحادثات يجب أن يتوسط فيها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وأن المحادثات يجب أن تتطرق إلى ما يتجاوز دارفور لتغطي المناطق (المهمشة) في أرجاء السودان. ومن المتوقع أن تغضب دعوة حركة العدل والمساواة قادة فصائل دارفور الأخرى الذين يزعمون أن لهم تأييداً كبيراً في غرب السودان.
وهذه أيضاً ضربة أخرى لجهود السلام الحالية المتعثرة التي سعت إلى ضم جماعات عديدة منشقة للمتمردين إلى جانب الجماعات النسائية ومنظمات مدنية أخرى للمفاوضات.
وقال إبراهيم (حركة العدل والمساواة مستعدة للمحادثات في طرابلس، عاصمة ليبيا. ولكنها يجب أن تكون محادثات مباشرة مع الحكومة السودانية).
وقال لرويترز (ونريدهم أن يتعاملوا مع مشكلات المناطق المهمشة عبر كل السودان وليس في دارفور فحسب. والتعامل مع منطقة ثم التحرك إلى المنطقة التالية يطيل المعاناة).
وكان إبراهيم يتحدث قبل يوم من اجتماعات غير رسمية في جنيف بين وسطاء جهود السلام الحالية -الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي- وممثلي دول مشاركة فيها كمراقبين و(شركاء إقليميين).
ومن جانبه أعلن عبد الله يحي رئيس حركة تحرير السودان (قيادة الوحدة) استعداد حركته للمشاركة في الجولة التفاوضية الثانية لمفاوضات السلام بشأن دارفور في مدينة سرت الليبية. وقال إن حركته (تعلن عن مشاركتها في الجولة الثانية متى التزمت الوساطة الدولية بتحديد أطراف التفاوض بدقة وفقاً للموازين العسكرية على الأرض وتعيين ممثل دولي خاص للمفاوضات مع إعادة النظر في طاقم الوساطة الإفريقية).
وشدد على مطالبة حركته (بوقف كل أشكال القصف الجوي في دارفور وتقديم التزام جدي من الحكومة السودانية بوقف كل أشكال التصعيد العسكري بالإقليم).
وحول تصريحات خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، التي قال فيها (نريد مفاوضات سلام على انفراد بين حركة العدل والمساواة والحكومة لأنه ليس هناك في الواقع منظمات أخرى على الأرض). قال عبدالله يحي (نحن لا نقصي أحداً في الميدان والعالم كله يعرف من نحن وأي وزن نشكل في أرض دارفور).
ويأمل يان الياسون مبعوث الأمم المتحدة لدارفور ونظيره من الاتحاد الإفريقي سالم أحمد سالم إنهاء صراع دارفور بالمفاوضات التي بدأت في مدينة سرت الليبية في أكتوبر تشرين الأول من العام المنصرم. غير أن الإجراءات تداعت بعد أن قاطعت حركة العدل والمساواة وأجهزة المتمردين البارزة الأخرى المحادثات.
ويسعى الياسون وسالم إلى إقناع الجماعات المتمردة بترتيب جولة جديدة من المفاوضات منذ ذلك الحين ولكن حتى الآن لم توافق سوى حفنة من الفصائل.
وسبق لحركة العدل والمساوة أن قالت إنها ستشارك إذا ما انضمت إليها جماعتان متمردتان أخريان على مائدة المفاوضات، لكن إبراهيم قال في تصريحاته الأخيرة أنه لن تشارك جماعات أخرى (اللاعبون الرئيسيون في دارفور هم حركة العدل والمساواة. ليس هناك في واقع الأمر جماعات أخرى في دارفور إلى جانب العدل والمساواة).
ويعتقد أن حركة العدل والمساواة لها أكبر قوة عسكرية من المتمردين في دارفور وزادت مكاسبها في الأشهر الأخيرة خلال سلسلة من الاشتباكات مع القوات الحكومية.