أبو ظبي - (الجزيرة)
عقد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة جلسة مباحثات مع رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف في أبو ظبي أمس الاثنين. وجرى خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تناول عدد من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تم على هامش زيارة الرئيس الأوزبكي للإمارات توقيع أربع اتفاقيات تعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والتجارية والمالية والثقافية، إضافة إلى ثلاث مذكرات تفاهم تشمل مجالات البيئة والمال والتجارة.
يجدر بالذكر أن العلاقات بين جمهورية أوزبكستان وبلدان العالم العربي في تطور مستمر، وفي الوقت الحاضر تكتسب علاقات أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة طابعاً واسعاً في هذا الاتجاه. وتقع الدولتان في مسافة بعيدة بعضهما عن بعض من وجهة النظر الجغرافية، لكن جذورهما التاريخية قريبة جداً، ولها دور مهم في تعزيز التعاون المتبادل بينهما.
وأُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1992م أي بعد نيْل أوزبكستان لاستقلالها مباشرة، وفي الوقت الحاضر يتم الإعداد لافتتاح السفارة الأوزبكية في أبو ظبي، وهذا يدل على سعي البلدين إلى الاقتراب وتعزيز التعاون.
ومن أهم العوامل التي تساعد على تطوير العلاقات الثنائية الرحلات الجوية التي تقوم بها شركة الخطوط الجوية الأوزبكية (أوزبكستان هواء يولاّري) منذ 18 سنة على خط (طشقند - الشارقة - طشقند). والعامل المهم الآخر هو الجالية الأوزبكية الكبيرة التي تسكن في الإمارات العربية المتحدة ولها مكانة مرموقة في مجالات الأعمال والاقتصاد في البلاد.
ومن المعروف أن التعاون التجاري والاقتصادي يُعتبر أهم اتجاهات العلاقات الثنائية. وتُشكِّل المنتجات الأوزبكية مثل المعادن الملونة والحرير والأقمشة أساس الصادرات الأوزبكية إلى الإمارات، ويتم استيراد المطاط والملابس والإلكترونيات المعيشية ومواد البناء والأثاث ووسائل النقل من الإمارات.
وتعمل في أوزبكستان 66 مؤسسة مشتركة بمساهمة الاستثمارات الإماراتية، وتُشكِّل الاستثمارات الإماراتية 100% من رأسمال نصف هذه المؤسسات. وللتعاون في مجال الصناعة النفطية والغازية والبتروكيماوية مستقبل جيد، ويتطور كذلك التعاون في مجال السياحة.
وفي السنة الماضية (2007م) حدث عدد من الأحداث المهمة، وبخاصة زيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء وحاكم إمارة دبي، إلى جمهورية أوزبكستان ووقع خلال زيارته عدداً من الاتفاقيات بين الإمارات وأوزبكستان، ومنها اتفاقية تفادي الضرائب المزدوجة وتحفيز الاستثمارات وحمايتها، وكذلك بروتوكول التعاون والاستشارات بين المؤسسات السياسية الخارجية بين البلدين.
وعلاوة على ذلك في عام 2007م أُقيمت العلاقات بين البلدين في إطار المجموعة العربية للتنسيق، حيث شارك ممثلو صندوق أبو ظبي للتنمية في اجتماعات طشقند في يونيو من العام الماضي، وتمت خلالها مناقشة أكثر من 20 مشروعاً في أوزبكستان في مجالات التعليم والصحة والزراعة والمياه والطاقة والصناعة الكيماوية، والبناء وصناعة المعادن وغيرها، ونتيجة لذلك تمَّ توقيع عدد من الاتفاقيات.
وتصبح قضية الأمن من أهم مكونات التعاون الثنائي بين البلدين، وتدل على ذلك زيارة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى طشقند، حيث أجرى خلالها لقاءات مع المسؤولين في وزارة الداخلية ومؤسسات الأمن لجمهورية أوزبكستان وتبادل الآراء بشأن تعزيز العلاقات في هذا المجال.
وكما ذكرنا فإن العلاقات في إطار المجموعة العربية للتنسيق تهدف إلى تطوير التعاون في المجالات الإنسانية، وفي الوقت الحاضر يتعاون معهد البيروني للدراسات الشرقية بطشقند مع مركز جمعة الماجد الثقافي بدبي في مجال دراسة المخطوطات. وتجدر الإشارة إلى أن الطرفين مهتمان بتعزيز العلاقات في مجالات التعليم والتكنولوجيا العالية والطب بحد سواء.
وبحسب رأينا فإن تبادل الزيارات في المستوى العالي يفتح إمكانات جديدة في تعزيز العلاقات بين جمهورية أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة، ويأتي بنتيجتها توقيع الاتفاقيات المهمة التي تشكِّل أساساً قانونياً لتعزيز العلاقات في المستقبل، وبلا شك، سيسهم ذلك في رفع مستوى العلاقات بين جمهورية أوزبكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة.