الإرهابيون شوهوا صورة إنسان هذا الوطن الذي كان دائما محل تقدير وتكريم، لكن جاء تسونامي الإرهاب فأزال الكثير من معالم الصورة الإيجابية ليضع بدلاً منها صوراً بشعة نحن براء منها، وهي صور لذلك الذي يقتل ويفجر أهله وناسه، بل تمتد يده إلى خارج الحدود ليمارس فيها القتل والترويع بدعم وتشجيع من منظمات تكشفت أوراقها أخيراً بأنها تزج بسعوديين في معارك بينية لا علاقة له بها تحت غطاء الجهاد، كما حصل في معارك فتح الإسلام مؤخرا!
إذاً الصورة ليست كما نحب في كثير من البلدان، لقد مولت أمريكا مشروعها لتحسين الصورة في الخارج بمئات الملايين وعينت لها الكثير من الخبرات لذلك! بل وعقدت اجتماعات مع مسؤولين في هيولود لهذا الغرض تقديراً منها لما تحمله الصورة الإعلامية من أهمية من التأثير، واشترت صحفا وكتابا وأنشأت محطات تلفزيونية وإذاعية!..
نحن الآن وضعنا الإرهابيون في مأزق الصورة السلبية؛ نحتاج إلى تغيير الصورة إلى الأفضل، هذا دور كثير من المؤسسات من ضمنها مكاتبنا الإعلامية في الخارج والملحقيات الثقافية والتي يجب أن تنفصل عن وزارة التعليم العالي لتتبع وزارة الثقافة والإعلام! في هذه الأثناء علينا أن نتساءل: ماهو دور الفضائيات المملوكة لسعوديين، وما دور تلك الفضائيات المملولة من أموال سعودية والتي تقتات على إعلاناتنا وجميع كوادرها غير سعودية، بل إن إحدى الفضائيات وضعت برنامجا فقط لتسليط الأضواء على المشكلات التي يواجهها المجتمع، واكتفت بهذا الدور السلبي بينما في المقابل هي تنشر صوراً مضيئة عن بلدان أخرى!! من المؤلم أن تضر بنا فلوسنا.
قبل عدة سنوات كان هناك برنامج مهم في إذاعة مونتكارلو باسم ( تعال معي إلى المملكة) وبرغم مباشرة العنوان والطرح إلا أنه كان يساهم بشكل جاد على تسليط الأضواء على الإيجاييات الموجودة.
من زاوية أخرى تساهم المسلسلات السعودية في تقديم الإنسان السعودي بشكل مسيء.. هذا لا يعني أننا ملائكة، ولكن جميع المسلسلات التي نشاهدها لا تقدم إلا الشخص الإرهابي أوالمخمور أوالمجنون والمستهبل والعبيط وكثيراً من الشخصيات السلبية!
أعتقد أنه من الصعب على إنتاجنا المحلي أن ينتج عملاً درامياً بمستوى (باب الحارة) مثلا!
مسؤولية العمل الدرامي في هذه المرحلة أن يقف جنبا إلى جنب مع كل الجهود المفترضة التي تحاول أن تقدم نماذج إيجابية لتعطي صورة بأن الانسان السعودي ليس كما يتصوره البعض، وليس كما قدمه الإرهابيون!
alhoshanei@hotmail.com