يشترك جميع الأطفال في هذا العالم الكبير بحب المرح والألعاب والشوكلاته.. هذا مطلع رسالة تم اختيارها من بين أكثر من 200 رسالة وجهها أطفال مدرسة جيل المستقبل الأهلية برفحاء إلى أصدقائهم أبناء الدينمارك على خلفية إعادة نشر الرسومات المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وجاء أيضاً في الرسالة: (قد تتساءلون لماذا نحب محمداً ونحن نسألكم بدورنا لماذا تحبون بابا نويل؟! لأنه ببساطة بداعبكم ويقدم لكم الهدايا والشوكولاته.. هذا كل شيء أما محمد فقد قدم لنا نموذج حياة ملؤها المحبة والتسامح.. وتختم الرسالة بدعوة الأطفال الدينماركيين إلى قراءة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وطالب الأطفال بعدم احترام ومحبة إلا من يستحق الحب) هذه الرسائل التي كتبها الصغار إلى أصدقائهم أطفال الدينمارك ضمن حملة للمدرسة تهدف من ورائها إلى استغلال هذا الحدث (وهو إعادة نشر رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في صحف الدينمارك) لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بعيداً عن التشنج والإرهاب والفكر التخريبي الذي لا يخدم الإسلام بل يزيد من صورته المشوهة في العالم وبحسب مدير المدرسة المتميز دائماً بأفكاره الجديدة الأستاذ عيد العنزي فإن متحمسين للفكرة تعهدوا بإيصال هذه الرسائل التلقائية إلى مواقع الأطفال على الإنترنت في الدينمارك وكذلك مواقع الألعاب والصحف والمدارس وكل من يهمه أمرنا والمتتبع لظاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه سيجد أننا أمام تاريخ حافل بصور شتى، فالإساءة إليه صلى الله عليه وسلم بدأت مع ظهور الدعوة الإسلامية ومن أقرب الناس إليه ثم في فترات الدعوة بأنواعها إلى مرحلة الاستقرار في المدينة وفي زمن انتشار الإسلام في بلاد الشام خاصة في عهد الأمويين وفي القرون الوسطى أثناء هيمنة المسلمين على أسبانيا مروراً بالعصر الحديث حيث الكثير من المطبوعات المسيئة ومن أشهرها رواية آيات شيطانية للروائي البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 شهد العالم تصاعداً في الكتابات التي تطعن في شخصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصدرت العديد من الكتب التي اشتهرت بالتعميم وعدم الدقة على خلفية غضب الغرب على المسلمين ومن أشهر كتب هذه الفترة (نبي الخراب) وفي سبتمبر 2005م نشرت صحيفة (يلاندرز بوستن) الدينماركية رسومات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد إجراء مسابقة لرسم كاريكاتيري وكانت ردة فعل العالم الإسلامي متنوعة حيث تصرف البعض تصرفات أساءت للإسلام فيما فضل البعض المقاطعة للمنتجات الدينماركية واستخدام القليل من الحكمة وخلاصة القول: إن الإساءة للإسلام وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قديمة ومتجددة ويجب أن نستغل هذه الأرضية الخصبة التي منحنا إياها هؤلاء لنشر الفكر الإسلامي الصحيح فالمقاطعة مثلاً وإن نجحت اليوم قد لا تنجح غداً وإن نجحت مع دول قد لا تنجح مع أخرى وما نريده هو أن يكون سلاحنا عقولنا لا بطوننا فالثقافة لا تغزو إلا ثقافة وهذا ما فعله صغار مدارس جيل المستقبل الأهلية برفحاء فيا كبار قد تجدون الحكمة عند الصغار.
mk4004@hotmail.com