المتأمل في شجرة يتيمة تنهض بين كثيبي رمل...تعوي الريح حولها...
يعبر بها الإنس والجان...
يتعاقب عليها الليل والنهار...
حين تنتشي فمع موعد المطر...
وحين توحش فعند حلول الخريف...
لا يضيرها نزل بها مار...أو رحل عنها مستظل...
تقف للشمس في انتشاء...
وتكتنف ذهابها في هدوء...
حتما سيشعر بوحدتها...
وربما يبكي لوحشتها...
وقد يندهش لصمودها...
وقد تذهب به أسئلته نحو كيف ...؟ ...ولمَ...؟...
ثم إلامَ...؟ وهل...؟
كيف تصمد وحيدة إلا من جفاف الرمل وسطوة قبضته..؟
لمَ تحتمل القيظ والزمهرير والبروق والرعود والريح والوحشة...؟
إلامَ تنهض قوية فلا تخور...خضراء فلا تصفر...؟
هل سرمدي بقاؤها بين قبضتي الثرى والكثيب ...؟
وهو إن أمعن قليلا فإنه سيجد في عينيه صورتها...
وفي صدره وحشتها...
وفي عزيمته قوتها...
وفي صمتها نطقه...
وفي وقوفها حكمته...
***
كم كثيب رمل في عقر دارك تجهله...؟
وكم من شجرة تنهض في نسيج ثراك لا تراها...؟
وكم من ريح تصفر...وليل يدلهم...وشمس تشرق...ومواسم تحل وتغادر...
ورعود تدوي ...وبروق تسطع...وظل يتوارى...ورمل ينتشر...
ولا تتأمله...؟
***
ربما تذهب الظنون بأنه من هدر الكلام...
ربما سيدركون أن حرفا في موكب الشجرة بين كثيبي الرمل
حياة بين كفي المرء...
ذات إمطار سيبتل في خواطرهم منبت الإجابة عن كم، وكيف؟ وإلامَ، وهل ...