الرياض -منيره المشخص
اختتمت فعاليات ملتقى (سيدات الأعمال الثقافي الثالث) الفرع النسائي للغرفة التجارية الصناعية بالرياض تحت رعاية سمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين - حفظهما الله - بعنوان (القدرة التنافسية في ظل اقتصاد عالمي متغير)، وشهدت فعاليات الملتقى على مدى ثلاثة أيام العديد من ورش العمل المتنوعة أسهمت في تثقيف صاحبات الأعمال تجارياً وإدارياً وتوعيتهن بأهم المستجدات والتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية.
وكانت الأستاذة هدى الجريسي - رئيسة المجلس التنفيذي - قد أكدت في كلمة افتتاحية اعتزاز فرع الغرفة النسائي بتنظيم الملتقى في دورته الثالثة كخطوة مهمة ضمن الأهداف والغايات التي يسعى الفرع إلى تحقيقها وهي النهوض بمسيرة قطاع سيدات الأعمال بمنطقة الرياض، وذكرت بأن المحاضرات وورش العمل تستهدف تسليط الضوء على جوانب مهمة كثيرة تحتاج إليها سيدات الأعمال، لممارسة دورهن في ميدان الاستثمار والتجارة، خصوصاً ما ينصب على وسائل تعزيز المقدرة التنافسية لاقتصادنا الوطني، في مواجهة تحديات تفرضها اتفاقيات وأنظمة منظمة التجارة العالمية، التي تفتح باب المنافسة الحادة على مصراعيه بين قوى الاقتصاد في الأسواق العالمية. من جانبها أكدت رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى الأستاذة فايزة أبا الخيل الحرص على استطلاع الهم الجمعي للمستثمرة السعودية ومن ثم تقديم وطرح ما يلبي حاجتها فعلاً ، مشيرة إلى ان الملتقيات الاقتصادية تهدف إلى استنطاق الخبرات الكامنة وتأطير التجارب في شكل علمي يتماشى مع الواقع.
وفي كلمة لمديرة فرع الغرفة النسائي سمو الأميرة هيلة آل سعود أوضحت أن الملتقى ينعقد في إطار الجهود التي يبذلها الفرع من أجل تحقيق التقويم المستمر والفاعل لمسيرة إسهامات المرأة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحيطها ووطنها، فمثل هذه الملتقيات هي المحضن الذي ينطلق منه الفكر الاستثماري المدعم بالمعرفة والخبرة الرصينة. وأضافت ان اجندة الملتقى تحوي أهدافاً ليست تنظيراً بل هي أهداف قابلة للتطبيق بالجهود المباركة، وتُسهم في كشف المزيد من الآفاق التي تعرفنا بالمستجدات الاقتصادية المحلية والعالمية وإدراك الفرص المتاحة. تبع ذلك كلمة الراعي الحصري للملتقى (موبايلي)، وفي ختام الحفل الخطابي قام فرع الغرفة النسائي بتكريم راعية الملتقى سمو الأميرة حصة الشعلان بتقديم هدية تذكارية. وعبرت سمو الأميرة حصة الشعلان - رعاها الله - عن شُكرها لفرع الغرفة النسائي على الجهود التي بذلها للنهوض بمجتمع سيدات الأعمال، مؤكدة أن مسيرة المرأة السعودية وتقدمها يلقيان عناية خادم الحرمين الشريفين حيث لا يألو جهداً في دعمها وإزالة العقبات والصعوبات التي تواجهها.
بعد حفل الافتتاح بدأت أولى محاضرات الملتقى بعنوان (أفكار ابتكارية للنهوض بالقدرة التنافسية) قدمها الدكتور هشام حسين رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الاستشارات التسويقية والإدارية تناول خلالها تجارب الحكومة والشركات السعودية في تحسين القدرة التنافسية وأهم مظاهر تأثر منظمات الأعمال بالعولمة ودور سيدات الأعمال في مواجهة التحديات ومصادر الأفكار الجديدة الابتكارية وأسرار السيطرة على الأسواق ودور بحوث السوق في توليد الأفكار وآليات الاستمرار في زمن المنافسة القاتلة والقوانين التسويقية الثابتة لتعزيز القدرة التنافسة وأساليب جديدة لخلق أسواق جديدة للمنتجات وطرق تطوير هذه المنتجات وكيفية تحويل الشركة من الطابع التقليدي إلى الابتكاري.
وسجلت المحاضرة تفاعلاً وحضوراً مميزاً تمثل في مداخلات الحاضرات ومناقشاتهن. وبدأ اليوم الثاني من أيام الملتقى بمحاضرة بعنوان (بارادايمات الجودة والمنافسة في عالم متغير) للدكتور أيوب الأيوب الأمين العام للجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في الديوان الأميري بدولة الكويت، وعضو في مجلس المائة قائد للمنتدى الاقتصادي العالمي. وتناول في محاضرته التي شدت انتباه الحاضرات - المنافسة والجودة من خلال البارادايم وكيفية إدراك الأشخاص العاديون حقيقة ذلك وآليات الخروج من التعريف الأكاديمي المحدود إلى التعريف العلمي، وناقش باراديمات الجودة في ظل المتغيرات والمنافسة التقليدية والمتجددة والعلاقة بين الجودة والمنافسة وأثر فهم البارادايم على بقاء المنظمات ونجاحها في مجال الجودة والمنافسة.
بعد ذلك انطلقت ورش العمل التي تنوعت بتنوع احتياجات سيدات الأعمال والحاضرات والمشاركات في الملتقى حيث ركزت ورشة (تطوير الأساليب الحديثة في إدارة الأعمال بواسطة B to C و B to Bعلى مفاهيم وطرق التسويق الإلكتروني واستعرضت نماذج من التجارة الإلكترونية وناقشت مزايا التسويق الإلكتروني وطرقه والأخطاء الشائعة للمبتدئين ونصائح حول أساليب زيادة المبيعات وجذب الزبائن.. وقدمتها الدكتورة نادية باعشن أستاذ بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ومدير عام إدارة المسؤولية الاجتماعية بمجموعة دلة البركة. أما ورشة (تحليل الأداء المالي للمشروعات) تناولت تحليل الاتجاهات والتغيرات المالية والتحليل الرأسي للقوائم المالية والتحليل بالنسب والمؤشرات البسيطة والمركبة وناقشت نسب الربحية والمديونية والسيولة إضافة إلى قياس اختلال هيكل التمويل. وقدمتها الدكتورة نجوى سمك أستاذ مشارك بكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود. وورشة (المعلوماتية ودورها في إعادة تشكيل مؤسساتنا) عرفت الحاضرات بشبكات الحاسوب والإنترنت والاستعمالات الشائعة للإنترنت وماهية التجارة الإلكترونية وهيكلها وطبيعتها العلمية.