واشنطن - بكين - الوكالات
دعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الحكومة الصينية إلى (ضبط النفس) في ردها على التظاهرات المناوئة للصين في إقليم التبت الذي شهد أمس هدوءا، فيما دافع الجيش الصيني بشدة عما يقوم به في الإقليم المضطرب، وبينما انشغل العالم بأحداث التبت واصل الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان) أعماله وأعاد أمس انتخاب وين جياباو رئيسا للحكومة..
وقالت رايس في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية (ندعو الحكومة الصينية إلى ضبط النفس في رد فعلها على هذه التظاهرات، وندعو أيضا كافة الأطراف إلى عدم اللجوء إلى العنف)، ورايس هي حتى الآن أرفع مسئول في إدارة الرئيس جورج بوش يدعو بكين إلى ضبط النفس، وتعترف الولايات المتحدة بالتيبت على أنها جزء من الصين لكن المسألة التيبيتية نقطة خلافية في العلاقات الصينية الأمريكية التي ما زالت بالغة الحساسية.
وقد أثار استقبال الرئيس بوش والكونغرس الدالاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين التيبيتيين في تشرين الأول/ أكتوبر غضب بكين.
وأمس دافعت القوات الصينية عن حملتها لكبح الاحتجاجات العنيفة في التبت رغم المطالب الدولية بضبط النفس والقلق بشأن احترام حقوق الإنسان، وتصاعد أسبوع من المظاهرات بقيادة رهبان بوذيين في التبت إلى احتجاجات أوسع يوم الجمعة أدت إلى نهب وإشعال نيران. وقال وو شوانج تشان قائد قوات الأمن الصينية لرويترز (يمكنني أن أقول بصراحة إن السبل التي اتخذناها هناك لم تتجاوز الحقوق الدستورية للقوات المسلحة أو للقانون الدولي).
وقال شهود عيان إن لاسا كانت تعج بشرطة مكافحة الشغب أمس الأحد، وقال وو شوانج تشان قائد قوات الأمن (هدف الإجراءات التي تتخذها الصين هو الحفاظ على الاستقرار... الشغب الذي اندلع هناك وإطلاق النيران وإشعال الحرائق أمور لم تكن أي دولة ستسمح بها).
وأضاف أن دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها بكين في أغسطس آب لن تملي على الصين طريقة للتعامل مع الموقف.
ومن جانب آخر تم أمس الأحد ولاية رئيس الوزراء الصيني وين جياباو رئيسا للحكومة بعد ولاية أولى تميزت بالنجاح الاقتصادي حيث انتقلت بلاده من المرتبة السادسة بين أقوى اقتصادات العالم إلى المرتبة الرابعة، وكان وين جياباو الذي يعتبر المسئول الثالث في النظام السياسي الصيني المرشح الوحيد لهذا المنصب.
وطغت على إعادة انتخابه من قبل الجمعية الوطنية الشعبية(البرلمان) رسميا، أعمال العنف التي وقعت في التبت، وستكون الوحدة الوطنية وخصوصا المسألة التيبتية إحدى تحديات ولايته الثانية بالإضافة إلى الخلل في توازن الاقتصاد الصيني وتصاعد الفوارق الاجتماعية ما يحتمل أن يشكل عامل عدم استقرار.وقال الأسبوع الماضي عند افتتاحه الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية الشعبية (برلمان) (نحن مدركون تماما لوجود الكثير من المشاكل التي يجب حلها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا).
ورغم هذه المشاكل وعودة التضخم الذي يؤدي إلى نقمة شعبية، فان إعادة انتخاب جياباو كانت متوقعة منذ تثبيت وين واحدا من الأعضاء التسعة في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، أعلى هيئة قيادية في الصين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال جان - فرانسوا هوشيه مدير مركز الدراسات الفرنسي حول الصين المعاصرة في هونغ كونغ (لو كانت هناك اخطاء كبرى، لكان دفع الثمن بالتأكيد خلال مؤتمر الحزب)، لكن إعادة انتخابه لا تعني اعترافا بإنجاز شخصي بالضرورة.. ويقول الباحث (ليس هو الوحيد في القيادة رغم أنه في مقدمها. والقرارات تتخذ بشكل جماعي) من قبل فريق قيادي يتولى مهام في الحزب الدولة في الوقت نفسه.