في كثير من الأحوال تكون المعالجة بالنمط الساخر هي الأسلوب الأمثل لعلاج قضية منتشرة أو لتقويم حال مايل، ونجاح هذا النمط بسبب قربه للطرافة ولجلد تلك الأحوال بطريقة تعالج لكنها لا تسيل دماً..
ولا شك أن الشعر من أجمل وألذ فنون التعبير الإنساني على مختلف عصوره وأزمنته. ولأن الشعر كذلك فلقد كتب من القصائد وفق الإطار الساخر عدد كبير يحفظها لنا إرثنا العربي، كما كتب الكثير أيضاً من القصائد الشعبية الساخرة طوال تاريخ الشعر الشعبي، الآن ومع كثرة الأحوال المايلة ووفرة المواضيع التي تناسب حبكة قصيدة ساخرة كان حضور القصيدة الساخرة محدوداً جداً بل لا يكاد يرى.. ولا أدري ما السر في ذلك؟!
هل هو عدم قناعة لدى الشعر بانتهاج هذا النمط رغم أنه نمط مناسب لأحوالنا الحالية من وجهة نظري؟!
أم أن الشعراء يخافون من الإقدام على مثل هذه المغامرة خوفاً من أن يفشلوا مثلاً؟!
التساؤلات كثيرة والتخمينات أكثر!!
لكن ما أردت إيصاله أن الساحة الشعبية الشعرية بحاجة إلى نفس (ساخر) يعالج الكثير من ظواهرها التي بدأت في التنامي بشكل مرعب.
وهذا النفس لا بد أن يكون ذا كفاءة عالية حتى لا نزيد حال الشعر المنهك تعباً آخر.
عودة الناس إلى قصائد ساخرة قديمة تعطي مؤشراً قوياً على أن الناس تبحث عن هذا النفس الساخر!
وتعطي دلالة على أن النجاح فيه سهل جداً على الشاعر المتمكن.
سعد السعد