دكار - أ.ف.ب
اختتمت منظمة المؤتمر الإسلامي أعمال قمتها الحادية عشرة في العاصمة السنغالية دكار أمس الجمعة بعد مداولات شهدتها جلساتها بين مختلف القادة والزعماء المشاركين في المؤتمر، و تبنت القمة الإسلامية في ختام أعمالها أمس مشروع الميثاق الجديد للمنظمة، كما أدانت في بيانها الختامي الهجوم الإسرائيلي على غزة ونشر الرسوم المسيئة للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- وأكدت دعمها للمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية.
وقال مصدر مسؤول في أحد الوفود المشاركة في القمة طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس لقد تم تبني الميثاق الجديد للمنظمة بعد مشاورات مكثفة جرت في الساعات الاخيرة من القمة أتاحت تذليل العقبات القائمة دون مزيد من التفاصيل. ودارت خلافات بشأن بعض مواد الميثاق الجديد تتعلق بمعايير العضوية وحق تقرير المصير وتحديث آليات العمل بإدخال التصويت والأغلبية بديلا عن الإجماع، وأيضا آليات التصديق على الميثاق الجديد وآجاله، ونددت القمة الإسلامية بحسب مشروع البيان الختامي بالحملة العسكرية الإسرائيلية الجارية والمتنامية ضد الشعب الفلسطيني التي تواصل من خلالها إسرائيل القوة المحتلة ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وجرائم حرب. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل قوة الاحتلال لكي تنهي فورا حصارها وعقابها الجماعي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال رفع الحصار وفتح المعابر. ودعا مؤتمر القمة المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية لبذل جهود فورية من أجل معالجة الازمة السياسية والإنسانية الحالية، كما دعا إلى بذل الجهود من أجل دعم عملية السلام واستئناف المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما أعرب القادة عن قلقهم لاستمرار الخلافات بين الفصائل السياسية الفلسطينية وأكدوا الحاجة إلى حوار وطني بين الفلسطينيين لتحقيق المصالحة الوطنية، وأكدوا مجددا دعمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ولجميع المؤسسات الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا بحسب مشروع البيان. وفي الشأن اللبناني أعربت القمة عن دعمها للمبادرة العربية للحل في لبنان ودعت إلى انتخاب رئيس جديد في الموعد المقرر والاسراع في قيام المحكمة الدولية لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وجاء في مشروع البيان التأكيد على دعم المبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية إلى إنجاز انتخاب المرشح التوافقي في الموعد المقرر والاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في أسرع وقت ممكن بما يمنع التداعيات الناجمة عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وبما يمنع الانقسامات. وفي الشأن العراقي دعا المؤتمر بحسب الوثيقة ذاتها جميع الدول الأعضاء إلى إعادة فتح سفاراتها في العراق وإلى تسريع الإجراءات لفتح مكتب تنسيق للمنظمة في بغداد. من جهة أخرى ندد المشاركون في القمة بشدة بإقدام الكثير من الصحف الدنماركية على إعادة نشر الرسوم التجديفية المسيئة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو ما اعتبر إساءة واضحة لحرية التعبير من خلال الإساءة لأقدس الرموز لما يزيد عن 1.3مليار مسلم والاستهانة بها. ودعت القمة الحكومة الدنماركية لإدانة إعادة نشر الرسوم والقيام بالعمل اللازم ضد من شارك في هذه العملية وفقا للقوانين الوطنية والوثائق الداخلية التي تحظر الاساءة للمعتقدات الدينية للآخرين والمنشورات الاستفزازية التي من شأنها أن تحرض على العنف واثارة الاضطرابات في المجتمع، كما ندد المؤتمر بشدة بـ(المبادرات التي يتخذها بعض السياسيين المتطرفين في البلاد الأوروبية ضد بناء المآذن في المساجد وإنتاج فيلم يسيء للقرآن الكريم في هولندا.
وفي الملف الإيراني أكد المؤتمر الحقوق الثابتة للدول الإسلامية في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية... ودعا بقوة لضرورة حل المسألة النووية الإيرانية حلا شموليا بالوسائل السلمية وعن طريق المفاوضات دون شروط مسبقة في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعرب عن قلقه إزاء الضغوط المتزايدة التي تمارس على إيران وإزاء العواقب التي تترتب عن ذلك بالنسبة للسلم والامن داخل المنطقة وخارجها. ورحب المشاركون في المؤتمر بالإجماع بعرض مصر استضافة القمة القادمة للمنظمة في 2011 .