واشنطن -رويترز
قالت جماعة حقوقية يوم الخميس الماضي، إنّ مبيعات الصين من البنادق والأسلحة الصغيرة الأخرى إلى حليفها السودان، زادت بمعدل سريع أثناء صراع دارفور، رغم حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وقالت جماعة هيومان رايتس فرست، ومقرها الولايات المتحدة، إنّ دراسة تفصيلية لبيانات التجارة السودانية وتلك الخاصة بالأمم المتحدة، أوضحت أن الصين كانت تقريباً المورد الوحيد للأسلحة الصغيرة إلى السودان الذي كان يدفع ثمنها من عائداته النفطية المتزايدة.
وقال التقرير الذي دعا بكين إلى إيقاف جميع مبيعات السلاح إلى السودان، ودعا العالم إلى ربط هذه الحملة بدورة الألعاب الأولمبية في بكين، إن (شعب إقليم دارفور السوداني سيعاني المزيد من القتل والمرض والنزوح، وسيرجع هذا في جزء كبير منه إلى تصلب موقف الصين).
والصين غاضبة من الانتقادات الغربية بأنها لم تستخدم نفوذها للضغط من أجل إنهاء إراقة الدماء في دارفور التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها عملية إبادة. واعترضت بغضب على مساعي الربط بين سياساتها وبين دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها هذا الصيف.
وقال التقرير إنّ الصين باعت للسودان أسلحة صغيرة بقيمة 55 مليون دولار بين عامي 2003 و2006، وزوّدت السودان بنحو 90 في المئة من أسلحته الصغيرة منذ عام 2004، عندما بدأ تطبيق حظر السلاح للأمم المتحدة.
وقال التقرير إنّ بنادق ايه كيه -47 وقاذفات القنابل الصاروخية وذخائر البنادق والمدافع الرشاشة الثقيلة التي تدفقت على دارفور كلها صناعة صينية.
وقال وانج باودونج المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن (النتائج التي توصل اليها التقرير مضللة والمزاعم المنسوبة للحكومة الصينية لا مبرر لها).
واضاف قوله في بيان مكتوب (إنها مثال متكرر لقلة من الناس لهم دوافع سياسية يحاولون تشويه سمعة الحكومة الصينية ودورة ألعاب بكين الأولمبية).
ويقدر خبراء دوليون أنّ نحو 200 ألف شخص قُتلوا واضطر 2.5 مليون إلى النزوح عن منازلهم في دارفور منذ اندلاع الصراع في عام 2003، عندما حمل المتمردون من ذوي الأصول الإفريقية السلاح ضد حكومة الخرطوم، متهمين إياها بتجاهل منطقتهم. وقامت الحكومة بتعبئة ميليشيات من ذوي الأصول العربية أساساً لقمع التمرد.
وقالت السفارة الصينية في واشنطن في بيان إن الصين (اتفاقاً مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسياسة الصين الخاصة بمبيعات السلاح، تطلب من الدول المشترية الاستخدام في الأغراض الدفاعية العادية).
وقالت الجماعة إنّ رفض السودان الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تمنع نقل الأسلحة إلى دارفور يضعف تأكيدات الصين أنها لم تستطع التأثير على سلوك السودان هناك.
وقالت بيتسي ابل ممثلة الجماعة (يمكن للصين أن تمارس سيطرة مطلقة على أفعالها ويمكنها وقف شحن الأسلحة إلى الحكومة السودانية التي قالت علناً إنها ستتجاهل حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة) .. لكن جماعة هيومان رايتس فرست لا تؤيد مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في بكين مثلما دعا بعض نشطاء دارفور.