(إلى كل متحاملٍ مُرتاب) (مع حُبِّ الخير لهم) |
دَعهُمْ يَخوضوا في الحياةِ ويلعبوا |
وإلى سراديب التَّوّهُّمِ يَذْهبوا |
دعهم وراءَ غبارِ خيلكَ يركضوا |
ويبعَّدوا أوهامَهم ويقرِّبوا |
دعهم يعشِّشْ حقدهم في أَنْفُسٍ |
من كلِّ فكرٍ زائفٍ تتشرَّبُ |
لا، لا تَدَعْهُم، بل أَنِلهم دعوةً |
فلقد تُسَرُّ بوعيهم وتُرحِّبُ |
امدُدْ يديكَ بما لديكَ من الرِّضا |
والحبِّ حتى يفهمَ المُتَذَبْذِبُ |
ما أنتَ والشعرُ الذي بَرِمُوا به |
إلاَّ رفيقا منبعٍ لا يَنْضُبُ |
أوليس قُدْوتَكَ الرسولُ محمَّدٌ |
ذو رحمةٍ متلطِّفٌ متحبِّبُ؟ |
كم نال منه على الجهالةِ كافرٌ |
فرآه قَلباً صافياً لا يَغْضَبُ |
أما إذا انتُهِكَتْ محارمُ ربِّه |
فهو الشجاع الفارس المتوثِّبُ |
قل للذين تغرَّبوا: إني بما |
يُملي عليَّ الدينُ لا أتغرَّبُ |
قل للذين تحزَّبوا وتعصَّبوا: |
كم يَخْسَرُ المتحزِّبُ المتعصِّبُ |
في الأرض للحجر الأَصمِّ مكانةٌ |
وبمثلها في الجَوِّ يحظى الكوكَبُ |
يا مَنْ يعاتبني على الشكوى التي |
بعُصابةِ الشعر المغرِّد تُعصَبُ |
لم يخلُقِ الرحمن في الدنيا لنا |
شيئاً بلا هَدَفٍ، له نترقَّبُ |
إني لأخجل حين أبصر لهوَنا |
وجبينُ غزَّةَ بالدِّماءِ يُخَضَّبُ |
وأحسُّ بالألم الدفين إذا بكى |
طفلٌ عراقيٌ أبوه يُعَذَّبُ |
ويزيد حزني حين أبصر غالياً |
متطرَّفاً، مَتْنَ التنطُّع يركَبُ |
ويزيد حزني ضِعْفَه لمَّا أرى |
متمادياً في غيِّه لا يَرْهَبُ |
ويزيد حزني أَلْفَ ضِعْفٍ حينما |
يطوي الحقائقَ من يقول ويكذبُ |
لكأنني بالشعر يدعوني، وفي |
شُرُفاته عَلَمُ الشَّهامةِ يُنْصَبُ: |
يا شاعرَ الحُلُم المعطَّرِ، لا تَدَعْ |
حرفاً بغير يقينِ قلبك يُكْتَبُ |
ما أنتَ بالمَلَكِ المنزَّلِ، إنَّما |
أنتَ الموحِّدُ بالإلهِ، المُذنِبُ |
سدِّدْ وقاربْ في الحياةِ فإنَّما |
كَسِبَ الرِّهانَ مسدِّدٌ ومقرِّبُ |
في دين رَبِّكَ واحةٌ، من نَبعِها |
كلُّ القلوبِ المطمئنَّةِ تَشْرَبُ |
دينُ العدالةِ والسَّماحةِ والهُدَى |
دين الجهادِ، إذا الطُّغاة استَذْأَبُوا |
وسطيَّةُ الإسلامِ شَمْسٌ، دونَها |
يَهوي تَطَرُّف جاهلٍ وتَمَذْهُبُ |
قِفْ شامخاً، فأمام وجهكَ مَشْرِقٌ |
لا يستطيع النَّيْلَ منه المغربُ |
www.awfaz.com |
|