Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/03/2008 G Issue 12950
الخميس 05 ربيع الأول 1429   العدد  12950

قف شامخاً
شعر: عبدالرحمن ابن صالح العشماوي

 

(إلى كل متحاملٍ مُرتاب) (مع حُبِّ الخير لهم)

دَعهُمْ يَخوضوا في الحياةِ ويلعبوا

وإلى سراديب التَّوّهُّمِ يَذْهبوا

دعهم وراءَ غبارِ خيلكَ يركضوا

ويبعَّدوا أوهامَهم ويقرِّبوا

دعهم يعشِّشْ حقدهم في أَنْفُسٍ

من كلِّ فكرٍ زائفٍ تتشرَّبُ

لا، لا تَدَعْهُم، بل أَنِلهم دعوةً

فلقد تُسَرُّ بوعيهم وتُرحِّبُ

امدُدْ يديكَ بما لديكَ من الرِّضا

والحبِّ حتى يفهمَ المُتَذَبْذِبُ

ما أنتَ والشعرُ الذي بَرِمُوا به

إلاَّ رفيقا منبعٍ لا يَنْضُبُ

أوليس قُدْوتَكَ الرسولُ محمَّدٌ

ذو رحمةٍ متلطِّفٌ متحبِّبُ؟

كم نال منه على الجهالةِ كافرٌ

فرآه قَلباً صافياً لا يَغْضَبُ

أما إذا انتُهِكَتْ محارمُ ربِّه

فهو الشجاع الفارس المتوثِّبُ

قل للذين تغرَّبوا: إني بما

يُملي عليَّ الدينُ لا أتغرَّبُ

قل للذين تحزَّبوا وتعصَّبوا:

كم يَخْسَرُ المتحزِّبُ المتعصِّبُ

في الأرض للحجر الأَصمِّ مكانةٌ

وبمثلها في الجَوِّ يحظى الكوكَبُ

يا مَنْ يعاتبني على الشكوى التي

بعُصابةِ الشعر المغرِّد تُعصَبُ

لم يخلُقِ الرحمن في الدنيا لنا

شيئاً بلا هَدَفٍ، له نترقَّبُ

إني لأخجل حين أبصر لهوَنا

وجبينُ غزَّةَ بالدِّماءِ يُخَضَّبُ

وأحسُّ بالألم الدفين إذا بكى

طفلٌ عراقيٌ أبوه يُعَذَّبُ

ويزيد حزني حين أبصر غالياً

متطرَّفاً، مَتْنَ التنطُّع يركَبُ

ويزيد حزني ضِعْفَه لمَّا أرى

متمادياً في غيِّه لا يَرْهَبُ

ويزيد حزني أَلْفَ ضِعْفٍ حينما

يطوي الحقائقَ من يقول ويكذبُ

لكأنني بالشعر يدعوني، وفي

شُرُفاته عَلَمُ الشَّهامةِ يُنْصَبُ:

يا شاعرَ الحُلُم المعطَّرِ، لا تَدَعْ

حرفاً بغير يقينِ قلبك يُكْتَبُ

ما أنتَ بالمَلَكِ المنزَّلِ، إنَّما

أنتَ الموحِّدُ بالإلهِ، المُذنِبُ

سدِّدْ وقاربْ في الحياةِ فإنَّما

كَسِبَ الرِّهانَ مسدِّدٌ ومقرِّبُ

في دين رَبِّكَ واحةٌ، من نَبعِها

كلُّ القلوبِ المطمئنَّةِ تَشْرَبُ

دينُ العدالةِ والسَّماحةِ والهُدَى

دين الجهادِ، إذا الطُّغاة استَذْأَبُوا

وسطيَّةُ الإسلامِ شَمْسٌ، دونَها

يَهوي تَطَرُّف جاهلٍ وتَمَذْهُبُ

قِفْ شامخاً، فأمام وجهكَ مَشْرِقٌ

لا يستطيع النَّيْلَ منه المغربُ

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد