الحمد لله رب العالمين الهادي إلى سواء السبيل ببعث الرسل وإنزال الكتب، والصلاة والسلام على رسولنا ونبينا محمداً الذي أرسله الله تبارك وتعالى بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد أنعم الحق تبارك وتعالى على بلاد الحرمين الشريفين بنعم عظيمة في مقدمتها نعمة الإسلام وخدمة الحرمين الشريفين ونعمة الأمن والاستقرار، كما أنعم سبحانه وتعالى على هذه البلاد المباركة بقيادة رشيدة ورجال أوفياء مخلصين بذلوا جهودهم بكرم وسخاء لخدمة ونشر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المصدر الثاني من مصادر التشريع لهذا الدين العظيم فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم مكانة السنة وأمر بالتمسك بها والعمل بها وقرنها مع كتاب الله تعالى، فكان مما ثبت عنه قوله عليه الصلاة والسلام (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي)، ونحن في هذا الوقت الذي اشتد وكثر فيه الهجوم والاعتداء على السنة النبوية في أشد الحاجة إلى الاهتمام بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والدفاع عنها ونشرها بين الناشئة والشباب للتصدي لدعوات الأعداء ومكرهم الساعي إلى إبعاد المسلمين عن مرتكزات دينهم.
وتأتي مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي تجسيداً لعناية هذه البلاد المباركة وقادتها بمصدري التشريع حيث يولي راعي الجائزة حفظه الله اهتماماً خاصاً بالمسابقة، ويتابع مراحلها وتنفيذها ويبدي عنايته بها وتطويرها وتوسيع مجالاتها بشكل مستمر وفي هذا الإطار جاء توجيه سموه الكريم بفتح المجال لمشاركة الطالبات اعتباراً من الدورة الثانية للمسابقة، وحرص سموه الكريم على رعاية الحفل الختامي للمسابقة في دورتها الثالثة.
وقد شهدت المسابقة اهتماماً كبيراً فتزايد الإقبال عليها من قبل الطلاب والطالبات في كل دورة من دوراتها الثلاث كما سارت مراحل المسابقة في دوراتها الثلاث وفق عمل منظم ودقيق وجهود مستمرة ومتواصلة وفقاً لتوجيهات راعي الجائزة حيث وضعت خطة شاملة متكاملة في منهج محدد للمسابقة يعلن سنوياً للطلاب والطالبات وعقد العديد من الاجتماعات التحضيرية والتنظيمية وطباعة الكتيبات والأقراص الممغنطة وتوزيعها على الطلاب والطالبات في كافة مناطق المملكة، كما أن مطبوعات ومعلومات المسابقة متاحة للجميع عبر موقع الجائزة على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) وكل هذه الجهود تمت بتعاون مثمر وبناء من وزارة التربية والتعليم.
وها نحن اليوم نحتفي بنخبة مختارة من أبنائنا وبناتنا في رحاب المسابقة في دورتها الثالثة ونسعد بنيلهم الفوز بشرف هذه المسابقة التي أسهمت بشكل فاعل في تعزيز الجهود الطيبة والمباركة في هذه البلاد لخدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزرعت في نفوس الناشئة حب رسول الله وحب سنته صلى الله عليه وسلم، وحققت بفضل الله مراد راعي الجائزة في تشجيع الشباب من الجنسين على تعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه.
وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يجزل لراعي الجائزة المثوبة والأجر والعطاء وأن يجزيه خير الجزاء، وأن يكتب له أجرها، كما أتقدم بالشكر لكل من عمل في إعداد وتنظيم وتنفيذ هذه المسابقة وأهنئ الفائزين والفائزات بها متمنيا لهم التوفيق والسداد في كل شؤونهم.
المشرف العام على الجائزة