تظل الجنادرية مميزة عن غيرها من الكرنفالات الأخرى في احتوائها على مادة ثقافية دسمة ومتنوعة. فمهرجان الجنادرية مفخرة حقيقية للحرس الوطني باعتباره الجهة التي كانت وما زالت تشرف على فعالياته. والحقيقة أن الجنادرية مهرجان ضخم يحق لكل سعودي أن يفخر به فكرةً وتنفيذاً.
ولكن ما يعيب المهرجان هو توقيته الذي يتوسط العام الدراسي بحيث يحرم كثيراً من أهالي المناطق من فرصة الغوص في أعماق هذا البحر التراثي الزاخر.
ومن هذا الشاطئ الحالم أقترح أن يكون مهرجان الجنادرية في توقيت آخر بحيث يخدم كل الأطياف والزوار، كما اقترح أيضاً أن تكون الجنادرية مهرجاناً متنقلاً يقام كل عام في منطقة من مناطق المملكة. وبتعدد مناشط هذا المهرجان يكون الزائر قد أحاط بكل شيء من الأنشطة الأدبية بندواتها ومعارضها ومسرحياتها وكذلك بالأنشطة الثقافية التراثية، والأنشطة النسوية وغيرها.
وفكرة إقامة مهرجان وطني متنقل في مناطق المملكة تعطي فرصة واسعة لاكتشاف ورصد الكثير من المواهب الشابة التي بلا شك ستساهم في ارتفاع رصيد الإبداع والتفوق. أيضاً هذه الفكرة إن طبقت فهي كفيلة بإيجاد فرص لتوظيف مزيد من الشباب والشابات في مختلف المناطق، بل وحتى كبار السن. وهي فرصة أيضاً لإبراز جوانب حضارية وتراثية في كل منطقة، تأخذ صبغة كل منطقة وطابعها الخاص على نمط يختلف عن السائد من الأنماط المتكررة والمألوفة. ونحن نثق أن القائمين على المهرجان حريصون على كل فكرة من شأنها إعطاء المهرجان أبعاداً أخرى. فهل سنشاهد المهرجان العام القادم في الشرقية أو جدة أو في الحدود الشمالية؟!
mk4004@hotmail.com