الجنادرية - فيصل الحواس
جذبت الفنون الشعبية المتعددة التي تقدمها يومياً منطقة الجوف من خلال مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثالث والعشرين زوار المهرجان من المواطنين والمسؤولين والمقيمين والأجانب الذين اكتظت بهم الساحة الرئيسية في المهرجان أمام بيت الشعر الجوفي.
وذكر رئيس وفد إمارة منطقة الجوف الأستاذ حسين الخليفة أنه زار بيت الشعر الجوفي الآلاف الزوار مبيناً أنه يقدم بالبيت مختلف ألوان الفن الشعبي حيث يقدم عدد من الشعراء من منطقة الجوف قصائد شعرية نبطية من مختلف أغراض الشعر وتقديم العرضة السعودية والسامري التي يؤديها أعضاء فرقة الفنون الشعبية بالمنطقة بالإضافة إلى العزف على الربابة بيت الشعر الجوف بالهجيني، مشيراً الخليفة إلى أن الهجيني هو نشيد غنائي يؤديه فرد أو اثنان أو أربعة يشكلون فريقين يرددون الشعر الشعبي، إما على رأس مرقاب أو الرعاة أو المسافرين، وقد يؤدونه على ظهور الهجن، وغالباً ما يكون الشعر في الغزل أو الوجد أو الحزن وله ألحان كثيرة.
وقال الخليفة إن الفنون الشعبية لاقت استحسان الزوار، مشيراً إلى أن بيت الشعر يحتوي على العديد من المقتنيات النادرة مثل البسط المصنوعة بطريقة يدوية، والشداد ومشغولات السدو، مبيناً أن بيت الشعر الجوفي يحتوي الوجار حيث يتم إشعال النار يومياً لعمل القهوة والشاي طازجاً لتقديمه للضيوف، مبيناً أنه يحتوي أيضاً على الكمار وهو الخزانة التي تعرض فيها الدلال والأباريق والمباخر والمفواح، كما يتم وضع البن والهيل فيها، ويتم حمسها وطحنها في نفس المكان احتفاءً بالضيف ولتقديم القهوة العربية.
وعلى هامش فعاليات المهرجاني تساهم منطقة الجوف من خلال مشاركتها في تعريف الزوار بحرفة ضرب وتجهيز اللبن الطيني خاصة لأولئك الذين لم يعاصروا هذه الحرفة حيث يأتي مهرجان الجنادرية لهذا العام ليكون داعماً لإيضاح الطراز المعماري القديم المستخدم في بناء البيوت المشتقة موادها من البيئة ليستطيع الإنسان التكيف معها.
وأوضح أحد المشاركين في جناح الجوف بهذه المهنة علي حمدان السليمان الذي ورثها عن أبيه كمساعد له في صغره أن بناء البيوت من اللبن أو الطوب يستغرق الوقت الكثير وتعتمد صناعة الطوب على مزج نوع معين من التراب بالماء يضاف إلى كمية من التبن ليساعد على تماسكها بعد ذلك توضع كمية من الطين المتماسك بقالب مستطيل الشكل يتم نزعه عن الطين مباشرة ويترك ليجف عن طريق تعرضه للشمس والهواء ثم يتم استخدامه. وأضاف السليمان أن البناء القديم أفضل بكثير من البناء بالطوب المصنوع من الإسمنت وذلك من حيث ملاءمته لظروف الطقس إذ إن البناء القديم يكون أقدر على التكيف من حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
وقد عبر عدد من زوار المهرجان الذين شاهدوا عملية إنتاج هذا النوع من الطوب بقولهم إن الثورة الحديثة في بناء وتجهيز المنازل بالتبريد والتدفئة ساعدت على عزوف الناس عن استخدام الطوب الطيني (اللبن).