«الجزيرة» - محمد صديق
كشف السيد وسام إدغيم رئيس العمليات بشركة شوتايم العربية ل(الجزيرة) أن (القرصنة الفضائية) تشهد انحساراً كبيراً في نشاطها داخل المملكة، وقال إن جهود الجهات الرسمية لمكافحة سرقة حقوق الملكية الفكرية والإعلامية أفرزت مؤخراً عدداً من المداهمات لمحال تجارية تقوم ببيع وتوزيع أجهزة متخصصة بفك شيفرات قنوات التلفزيون المدفوع فيما يعرف في الأوساط القانونية باسم (القرصنة الفضائية)، تم خلالها مصادرة أجهزة استقبال غير قانونية في كل من الرياض والخبر وبريدة والقصيم وجدة وعدد من المدن الأخرى في أنحاء مختلفة من المملكة.
وأضاف السيد إدغيم: الوعي بالقضية ولد حملات منظمة من وزارة الإعلام بالتعاون مع عدة جهات معنية مما أضاق الخناق على الممارسين للقرصنة الفضائية، منوهاً إلى أن قبض السلطات على البائعين متلبسين داخل محلاتهم ساهم بشكل فعال في إغلاق هذه المحلات التي يخضع أصحابها للاستجواب في الوقت الحالي حول بيعهم أجهزة بث غير شرعية.
مشيداً بجهود الحكومة في حماية المجتمع المحلي من تفشي هذه الظاهرة السلبية والحرص على عدم وقوعه فريسة لها.
وبين إدغيم أن هذه الأجهزة غير الشرعية منتشرة ولكن المشتري يبقى هو الخاسر الأكبر على الدوام، فجميع الأجهزة والشيفرات تحتاج إلى تحديث وصيانة دورية، وقد ينخدع البعض بما يقوله البائع عن كفاءة الجهاز المباع وعدم حاجته للتحديث ولكن سرعان ما تقوم شبكات التليفزيون المدفوع بتغيير شيفراتها وإدخال تقنيات حديثة يصعب كسرها، فلا يجد المشتري مفراً من العودة ودفع مبالغ أخرى للتحديث.
وهذه الفلسفة الخداعية هي أسلوب البائع لجني مبالغ طائلة من المشتري دون أن يشعر، معتمداً على أن الهم الأول للمشتري هو المبلغ المبدئي للجهاز المشبوه، وسيكون عليه إكمال المشوار في غياب الدعم الفني، ومعايشة الانقطاع المستمر للخدمة التي لا يعرف لها وكيل أو موزع محدد أو حتى قانوني.
ودعا السيد إدغيم أبناء المجتمع إلى تحمل مسؤوليتهم ولعب دورهم الهام في التصدي لهذه الظاهرة المرفوضة شرعاً وقانوناً، وشدد على أن الإبلاغ عن أي تاجر يشتبه بممارسته لسرقة الحقوق الفكرية أو الإعلامية يرقى لأن يكون واجباً وطنياً للمحافظة على مجتمع خالٍ من القرصنة الفضائية خصوصاً وأن المملكة أصبحت الآن عضواً في منظمة التجارة العالمية وينتظرها مستقبل استثماري واعد خلال الفترة القادمة.
مشيراً إلى أن الظاهرة باتت مقلقة في مجتمعنا المحلي بشكل خاص والعربي بشكل عام، وأضاف: لا يختلف اثنان على الأضرار المتكررة التي تلحق بأصحاب الحق بشكل شبه يومي وخصوصاً لدى شركات التلفزيون المدفوع.
وتعمل شوتايم جنباً إلى جنب مع الاتحاد العربي لمكافحة القرصنة (AAA)، الذي تنضوي تحته شبكات التلفزيون المدفوع في العالم العربي، ويتخذ من دبي مقراً له، على ملاحقة مستخدمي أجهزة استقبال القنوات الفضائية غير القانونية والحد من أشكال القرصنة الأخرى في الشرق الأوسط من خلال برنامج شامل لمكافحة القرصنة يتضمن حملات توعية لشرائح المجتمع وعمليات ضغط مكثفة ومبادرات قانونية ضد منتهكي حقوق الملكية الفكرية.
هذا، وتشير التوقعات إلى أن جزاء مثل هذه الجرائم قد تشمل عقوبات مالية وقضائية وأحكاماً بالسجن بحق المخالفين.
