مكتب الجزيرة - طولكرم - القدس - غزة - من بلال أبو دقة ورندة أحمد
اغتالت إسرائيل قيادياً في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي فيما استشهد فلسطيني آخر من إصابة سابقة برصاص الاحتلال، بينما سقط شهيد ثالث بانفجار عبوة ناسفة كان يقوم بإعدادها..
ففي الوقت الذي تشهد فيه جبهة قطاع غزة تهدئة ضمنية مع الاحتلال الإسرائيلي، اغتالت قوات من جيش الاحتلال صباح أمس قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة طولكرم صالح محمود كركور (22 عاما) خلال عملية عسكرية واسعة نفذتها القوات الغاشمة في بلدة صيدا شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
ووفقاً لمصادر (الجزيرة) فقد شرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال إضافة إلى جرافات عسكرية عند الساعة الخامسة والنصف من صباح أمس الأربعاء بمحاصرة منزل مواطن فلسطيني في بلدة صيدا وبدأت بإطلاق النار وهدم المنزل دون سابق إنذار؛ وبعد اشتباكات مسلحة مع احد المقاومين داخل المنزل انتشلت إحدى الجرافات جثة المقاوم كركور..
وقال شهود عيان في المكان: (إنهم شاهدوا جثة لأحد المقاومين تسقط من المنزل وأن جرافة عسكرية قامت بسحبها من المكان، مشيرين إلى أن ضابط القوة العسكرية أمر جنوده بأخذ السلاح الذي كان يحمله المقاوم في يده، ومن ثم أمر الجنود بإطلاق ثلاث أعيرة نارية صوبه..
وتوعدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (اسرائيل) بالثأر والانتقام لدماء قائدها في مدينة طولكرم وأبرز قادتها في شمال الضفة.. وأكدت السرايا في بيان لها على المضي قدماً في خيار المقاومة، مشيرةً إلى أن الرد على هذه الدماء سيكون قويا وبحجم الجرائم الصهيونية وأمس أيضاً استشهد فلسطينيان في قطاع غزة أحدهما متأثراً بجراحه التي اصيب بها في قصف اسرائيلي على غزة قبل أسبوع، فيما استشهد الآخر في انفجار عبوة كان يقوم بإعدادها.
وذكرت مصادر فلسطينية أن المواطن عارف دغمش استشهد متأثرا بجراح اصيب بها الأسبوع الماضي في قصف اسرائيلي لموقع للشرطة الفلسطينية بمدينة غزة ، كما استشهد المواطن أيمن منصور (25 عاما) اثر انفجار قنبلة كان يعدها الليلة الماضية بين يديه، وقد نقل منصور إلى مستشفى قريب من بلدة الزوايدة جنوب قطاع غزة الليلة ليستشهد صباح أمس متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها.
إلى ذلك تزايد الحديث عن التوصل إلى حالة تهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، حيث أكدت مصادر إسرائيلية أنه بالرغم من نفي كبار المسؤولين الإسرائيليين لهذه التهدئة، إلا أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي اليها حسب مبادرة مصرية، وأن هذا الاتفاق ساري المفعول منذ نهاية الأسبوع الماضي، ويشمل تعهداً مصرياً لحركة حماس بفتح معبر رفح.
وأكدت المصادر أن الموافقة الإسرائيلية على المبادرة المصرية كانت شفهية وعلى لسان رئيس الطاقم السياسي في وزارة الأمن عاموس غلعاد، الذي زار مصر والتقى مع وزير المخابرات عمر سليمان يوم، الأحد الماضي، وأن غلعاد أتبع موافقته بالقول: (إن إسرائيل تحتفظ بحق الرد على الصواريخ وتهريب السلاح).
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية يوم الثلاثاء عن المستشار الأمني والسياسي لوزير الجيش الإسرائيلي (عاموس غلعاد)، قوله: (إن إسرائيل ستعلن الاتفاق على (تهدئة تجريبية) غير رسمية مع الفلسطينيين لمدة شهر واحد، تلتزم خلاله حركة حماس بعدم إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة وامتناع الفلسطينيين عن حفر الأنفاق لتهريب الأسلحة).
وأضافت الصحيفة العبرية (أن غلعاد) ابلغ رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان خلال اجتماعه معه الأحد الماضي عن موافقته المشروطة على التهدئة مع الفلسطينيين تضمنت شرطين وهما: إيقاف الصواريخ وحفر الأنفاق لمنع تهريب الأسلحة، وسبق أن نفت حركة حماس التي تحكم سيطرتها على قطاع غزة أنها وافقت على وقف إطلاق الصورايخ مقابل عدم استهداف قادتها.وأكد الناطق باسم حماس (سامي أبو زهري) في بيان صحفي أنه لا جديد فيما يتعلق بموضوع التهدئة، وأن الحركة لا تطرح هذا الموضوع ابدأً، وأضاف (إذا عرض علينا فإنه لا تهدئة بدون ثمن, وثمن التهدئة هو وقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي على شعبنا سواء في غزة أو الضفة ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر).