كابول - قندهار - الوكالات
حثت حركة طالبان في أفغانستان فصائل المجاهدين السابقين في البلاد التي تمزقها الحرب، على الانضمام إليها في حملتها لطرد القوات الأجنبية من البلاد، وتنظر طالبان باهتمام إلى خلافات بين تلك الجماعات وحكومة كابول ..
وجاء النداء الذي وجّهته طالبان في أعقاب شكاوى من بعض قادة المجاهدين من أنهم يلقون تهميشاً من حكومة الرئيس حامد كرزاي التي ساعدوا في وصولها إلى السلطة، بمعاونة القوات التي قادتها الولايات المتحدة على الإطاحة بنظام حكم طالبان في عام 2001م. غير أن الفصائل التي حارب كثير منها الغزو السوفيتي للبلاد، لا تزال تشغل مناصب عسكرية وسياسية في حكومة كرزاي. وقالت طالبان في بيان على موقعها على شبكة الإنترنت (لا شك أن الزعماء السابقين وقادة الجهاد قدموا الكثير من التضحيات من أجل الإسلام وعلى طريق تحرير البلاد).
وأضاف البيان قوله: (والآن من الضروري ان يقفوا إلى جانب شعبهم وإلى جانب الأمة ويظهروا تضحيتهم مرة أخرى في مواجهة هذا الغزو .. مشيرة إلى انها تتبنى طريق التفاهم معهم وتبقي ذراعيها مفتوحين لهم). ويأتي نداء طالبان مع اشتداد العنف في أفغانستان في العامين الماضيين اللذين قُتل فيهما أكثر من 12 ألف شخص، وفق ما تذهب اليه تقديرات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة. وكانت الفصائل الأفغانية حاربت الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي قبل ان تستولي على السلطة، في عام 1992 بعد انهيار النظام الشيوعي. واقتتلت الفصائل فيما بينها من أجل السيطرة على البلاد، الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب أهلية، وصعود طالبان في نهاية الأمر قبل ان يتم إنهاء سيطرتها على البلاد بواسطة القوات الدولية.
ومن جانب آخر أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي الأربعاء، ان امرأتين وطفلين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار بين القوة ومسلحين في جنوب افغانستان. وقالت القوة في بيان إن عدداً غير محدد من المسلحين قتلوا ايضا في هذه المعارك التي وقعت الثلاثاء.
وذكرت مصادر الشرطة الأفغانية من جانب آخر أن تفجيراً انتحارياً في مدينة قندهار جنوب أفغانستان، أدى أمس الأربعاء إلى إصابة جنديين كنديين على الأقل بجروح. وقال رجل شرطة من موقع التفجير - مشترطاً عدم ذكر اسمه - إنّ الانتحاري قاد سيارته المحملة بمواد متفجرة في اتجاه قافلة للقوات الكندية العاملة في أفغانستان ضمن قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضاف الشاهد أن الانفجار أسفر عن تدمير المركبة التابعة لقوة إيساف. من جهتها لم تعلق قيادة القوات الكندية في قندهار على الحادث. وسارعت القوات الكندية بتطويق مسرح الانفجار ولم تسمح للصحفيين أو المواطنين الأفغان بالاقتراب من الموقع. وكان مسؤولون كنديون قالوا إن جندياً كندياً عُثر عليه ميتاً في افغانستان يوم الثلاثاء، لكن السلطات استبعدت ان تكون وفاته بسبب أعمال عدائية.