بداية مغرقة بالتفاصيل التاريخية.. تعلق بأهداب الزمن الماضي استعراض مكثف لمهارة تخزين المعلومات شيء سيكون أكثر من رائع لو (ولو فقط) كنت على مقاعد الدراسة في حصة الإنشاء لألتقط هذا الكم من الفلاشات الموضحة لدور الكتاب وأهميته ودور الاسرة والمعلم و و.....الخ هذه المنظومة المقتبسة من موسوعة( قرأت وقالوا) بينما ماذا عن واقعنا المعاش وفي أي خانة تم وضعه واقعنا السعودي ماذا قلتم فيه وما الثوب الذي دثرتموه به.
في الحقيقة وحتى لا أجانب جادة الحق فأتهم في ضميري من قبل ذاتي لقد كنت خلال الجلسة في غاية الانصات أستمع بنهم التلميذة عاشقة المكاشفة والمعرفة واستشعر لذة المتعة الفكرية، كنت سأرضى وأخرج من اللقاء محسنة الظن بمستقبل قادم على دبيب حاضر يزحف و زحفه خير من أن يلتزم الأرض ساكنا لا حراك لقد كان ذلك شعوري حتى تحدث الضيف الكريم عماد عزالي من تونس عن تجربتهم التونسية (أولمبياد المطالعة) حينها كأنه حثا على قناعاتي التراب ووجدتني كمن خدع على حين غرة.
فتقوقعت منحصرة داخل خيبة كبيرة بحجم كرتنا الأرضية إن لم يكن الكون، نعم حدثنا عن واقع معاش وذكر تفاصيله وخطوات تنفيذه وتحدثوننا عن أضغاث أفكار ومقترحات وتوصيات.. هم يحدثوننا عن أفعال وخطوات وتجارب وتحدثوننا عن أماني وأحلام من يلم شعثها ويترجمها أرقام واقعية على أرضنا السعودية ويصرخ بعد ذلك عماد في أذن التونسيين (حذار من التخلف عن الركب) !
حينها توجهت فوزية البكر بسؤالها إليه عما إذا كان هناك دراسات تقييمية لهذا المشروع التونسي وأحسب أنها كانت تلمح للتشكيك بمدى الفعالية أو ربما محدودية التنفيذ للفكرة لكن عماد أجابها بصدق لا أخاله بالغ فيه لقد بدأ بخطوة الفعل وبادر بها وهو جهة أهلية فكانت ثمرته فوز قروية تقطن بعيدا حيث الكهرباء ليست بالضرورة متاحة بينما نحن ماذا لدينا المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب والذي تحدث عن إنجازاته فهد العليان وللحقيقة فقد كان أقصى حظي في العلم به اسمه فقط كون التعاميم بخصوصة تصلنا لمقر عملنا سطور على ورق واستمارات تعبأ، قلت لنفسي أهو قصور مني وعيب وصمني وكان من نتيجته الحتمية هذا الجهل السافر بكم المعلومات الهائلة التي تصدى فهد لتوضيحها لنا, نظرت حولي وقلت يدا واحدة لن تصفق وسجلت في ورقة استطلاع رأي وفيها دونت هل تعرفين عن مشروعنا الوطني لتجديد الصلة بالكتاب شيئا ؟ ومن أين عرفتي ؟ ودارت وريقاتي بين الحضور اسأل المثقفات والمطلعات ومن هن يملكن النور في بيوتهن وكل وسائل الإعلام متاحة لديهن ولسن من قاطني القرى بل في الرياض فذهلت حين كانت نتيجة الاستطلاع هي (ما هذا المشروع ؟) أن تجيب عن سؤال بسؤال معناه ليس أنك جاهل بل إنه بين جنبات نفسك توق عظيم للمعرفة فكيف يرددون أننا لا نقرا.. وأنهم بذلوا لكننا نحن من قصرنا.. من أهملنا الناشئة في مدارسنا.. أولادنا.. أنفسنا ؟؟ فإن كان كذلك فما تفسير هذا الزحام الذي يلف معرض الكتاب.
مشروعنا الوطني
تدعمه جهة حكومية وله ما يقارب الست سنوات وسيداتنا الحاضرات وبينهن حملة الماجستير وطالبات الجامعة لا يعلمن عنه شيئا...
عماد نجح لأنه استهدف أيضا رجل الشارع وفهد استهدف من !
من نحاسب في مشروعنا الذي جهلناه وبحسب ما سمعنا فإنكم تارة تقولون المعلمون وتارة أولياء الأمور وتارة تلقون بالكرة في مرمى وزارة التربية والتعليم أهو جهل مني أم رأي بالغ العوج ما ذكرته سابقا.
ليست سوى قراءة مني دافعها الحب لوطني وللكتاب ولي لأتمكن من إيجاد هوة في قوقعة الخيبة التي حاصرتني وأنطلق لمتابعة الفعاليات على أمل جميل أرفو به واقعنا السعودي .