اطلعت على تجربة الفنان التشكيلي فهد القثامي، هذا الشاب الطائفي القادم بقوة. تمثلت نقطة البداية لهذا الفتى الموهوب من خلال مدرسة الفن المفاهيمي، هذا التحول الحديث في الفن والذي تتغلب فيه الأفكار والمضامين والإيماءات على الأطر الجمالية المعتادة للعمل الفني.
طوّع القثامي خامة هي في متناول اليد بل إنها تتكاثر بشكل عشوائي في محيط العمائر والفلل والقصور تحت الإنشاء حتى أنها تبدو مهملة عدا ما تسببه من إزعاج لإطارات المركبات وغيرها. عموماً خامة (المسمار) الذي انطلق منه الفنان إلى عالم الفن المفاهيمي هو خامة مطاوعة قابلة للتشكيل بما يمكن الفنان من استغلاله والسيطرة عليه وبالتالي تقديمه (عنصرا رئيسا) في العمل أو صلب الحكاية وعلى الرغم من جماليات التناول لدى القثامي وقوة طرحه وهو الشاب القليل الخبرة إذا ما علمنا أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره المديد بإذن الله، إلا أن روح الحماس والرغبة الجادة ووجود الموهبة دفعا هذا الفنان للحضور من الآخر.. ما يميز هذه التجربة هو الخامة نفسها التي ربما لا تلاقي الاهتمام، بل إنها تعتبر من الأدوات المهملة وهنا يأتي دور الفن التشكيلي الذي يتم من خلاله استغلال كل المعطيات والخامات بما في ذلك الخامات المهملة. ولقد كنا نسمع مراراً عندما كنا طلبة في معهد التربية الفنية (طيب الذكر) من معظم أساتذة المعهد آنذاك عبارة لا أزال أتذكرها وهي أن الفن تحويل (الخسيس إلى نفيس) أو ما في هذا المعنى.
عموماً ما أود قوله إن مثل هذه المواهب وهذه القدرات المبكرة جميل جداً أن تلاقي المساندة والمؤازرة والإشادة كنوع من الدعم والتشجيع لكي تواصل مسيرة العطاء والإبداع في أجواء وبيئات ومناخات كفيلة بالنمو والحضور اللافت.
والقثامي فهد يعتبر أحد هذه المواهب القادمة بقوة أيضاً. بقي أن أشير إلى أن الفنان القثامي هو أحد أعضاء جماعة (تعاكظ) بالطائف والتي أجدها فرصة للإشادة بجهودها الجمالية المتحركة في كل الاتجاهات بقيادة الأخ التشكيلي الحاضر دائماً فيصل الخديدي وبقية الأعضاء فقد أعطت هذه الجماعة أنموذجاً جمالياً جميلاً وحضوراً لافتاً يستحق رفع القبعة.