صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما وصف المرأة بالقارورة أو الزجاجة وأمرنا بالرفق بهن، يأتي الوصف بالزجاجة أو القارورة لسهولة كسرها أو خدشها نتيجة رهافة الإحساس ورقة العواطف، والرفق يأتي في كل شيء ومنه ما نعنيه في هذه الزاوية المتعلق بالتخصص مع احتفاظنا بحقوق المرأة الكاملة كونها ينبوع العاطفة الكبير الذي لا ينضب نرجع له بعد الله في كل ضائقة وليس هناك أكثر شاهد على هذا القول من حضن الأم وقلبها أو رحابة صدر الزوجة، أما ما يعنينا اليوم فهو مجال الإبداع في كل الفنون البصرية ومنها الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي فقد تلقيت الكثير من الرسائل خصوصا بعد مقالتي الأسبوع الماضي بعنوان (إدارات التعليم وسفراء الإبداع) حول أهمية فك قيد المبدعين من بيروقراطية إدارات العمل التي ينتسبون إليها ومنها بعض إدارات التعليم حينما يطلب منهم منح فنان من منسوبي إداراتهم فرصة في المشاركة في وفد يمثل الوطن.
الاتصالات التي وردت للصفحة من قبل زميلات تشكيليات لهن العديد من المطالب المنطقية تبعث الاستغراب لعدم تحقيقيها ووجود ما يعيق تنفيذها؛ ومنها عدم إشراك من لها رغبة في مجال الفن التشكيلي في عضوية لجان بعض فروع جمعية الثقافة والفنون مع أن الجمعية ومن خلال قربي من رئيس مجلس إدارتها الدكتور يوسف العثيمين ومن أمين مجلسها الدكتور محمد الرصيص لا يألوان جهدا في أن تعطى الفنانات ما يعطى للفنانين من فرص المشاركة بالمعارض والمساهمة في عضوية اللجان، لهذا أتوقع أن الأمر لن يكون صعبا ويعود التقصير من بعض رؤساء الفروع مع تقديرنا للجميع دون تعميم لهذا التقصير خصوصا فيما يتعلق بإقامة المعارض الخاصة بالتشكيليات.
أما الجانب الثاني فيتعلق بتمثيل المرأة للفن التشكيلي في المحافل الدولية مع أن الفترة لا تتعدى ثلاثة أيام يمكن لها أن تشارك برفقة محرم كوالدها أو ابنها أو زوجها وهو أحد المقترحات التي تلقيناها من بعض التشكيليات ونعتقد أن ليس هناك ما يمنع كون الأمر في حدود ما يحفظ للمرأة كرامتها وقيمها وتقاليدها أسوة بالبعثات الدراسية، فمشاركة المرأة في محفل تشكيلي مع أخواتها من دول عربية أخرى يمثل مساهمة وطنية وحق من حقوقها، فمثل هذا التواجد وبهذا الإطار الشرعي يؤكد ما في ديننا من سماحة كما يبرز ما للمرأة من قدرات تشكل لبنة في بناء حضارة الوطن.
هذه إشارات التي ننقلها للمعنيين في الجانبين الأول فروع جمعية الثقافة والآخر للأحبة في وكالة لشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام نجزم أنها في دائرة اهتمامهم ولكنها أمانة العمل الصحفي التي نعتز بحملها من خلال هذه الصفحة في جريدة الجزيرة.
نختم القول بأن التواجد التشكيلي النسائي أصبح علامة بارزة في جبين الثقافة السعودية ومصدر اعتزاز للجميع أن تسير الفنون التشكيلية بطرفيها الرجال والنساء في خط موازٍ لكل الخطوط التي ترسم مسيرة مستقبل هذا الوطن.
MONIF@HOT MAIL.COM