و... نحن... ف.. ي يو... م.... المرأة..... الع.. ا.. ل.. مي... ثمانية... مارس.... مع... نا... من الرياض.. الكاتبة والأكاديمية والناشطة الحقوقية...
لحظة من فضلك... اشطبي الصفة الأخيرة فلست ناشطة ولا هامدة لأن هذا التوصيف لا يوجد له أصلا وعاء اجتماعي أو سياسي بالمجتمع السعودي إنني مجرد شاعرة حالمة بحرية
بسيطة ليست بمواصفات الايدولوجيات الكبرى ولا البرجماتيات الموجهة ومجرد كاتبة رأي مثل كثير من الكاتبات الكتاب الذين رأيهم في الغالب يضيع أو يؤول أو يضاف عليه أو يحذف منه أو يساء إليه وإليهم إلا أنه رأي نادرا ما يسمع أو يعار انتباه... يحدجني الصوت على الطرف الآخر بمثل ذلك المثل الشعبي عندنا القائل (هاك خير قال ما عندي ماعون).
لو سمحت د. د... لو سمحت دكتورة تقييييدي بالسسؤال... هل... هل حق.. ح.. حققت المرأة العربية عموماً...أو.. المر.. أة... الخليجية و.. الس.. ع.. و.. دية على.. وجه.. الخ.. صو.. ص حل... م... الح.. صول على... الحقوق السي.. ي.... اس... ي... ة
ف.. ضلا.. دكتو.. ر... ة.. فوز... ية.. نح.. ن لس.. نا.. ب.. صدد... الح.. ديث.. عن محرق.. ر.. ة غزة.... أو احتلااااااااال العراق. د. فض.... لا أجي.. بي .. قدر... السؤال.....
تلقيت يوم الأحد والاثنين الماضي 7 و8 مارس عدداً لا بأس به من النوع أعلاه من الاتصالات.. اتصالات من إذاعات وقنوات فضائية ووكالات أنباء كلها تريدني أن أتحدث عن حقوق المرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ولكن كلها لا تريدني في نفس الوقت التحدث إلا عن التصورات النمطية السائدة وضمن النطاقات الضيقة التي يروج لها في الحديث عن (المجال النسوي) كشكل من أشكال القتو أو (المعزل الحريمي). كلها لا تريد الحديث الذي يربط مسألة النساء بالمسألة الاجتماعية أو بالمسألة السياسية أو يتناول البعد العربي أو تربطه بارتفاع أسعار النفط وانحدار الدولار بل تريد ذلك الحديث الذي يغذي الخيال الاستشراقي إن صح التعبير عن صورة المرأة في (الحرملك) أو صوان أو خوان أو (خبى الحريم) بالوجوه المبرقعة والعيون الدعج من (النخب النسوية) القليلة التي في الغالب لا تمثل إلا نفسها سواء تلك المتقافزة في المؤتمرات وعبر وسائل الإعلام أو المتمترسة خلف خطابات دعوية متعالية وخانقة في (السعودية دون التعرض لما وراء الواجهة من المعاناة اليومية للقطاع العريض من النساء في حق الحياة الكريمة التي ليس إلا قشرة رمزية لها غياب المرأة عن فضاءات السياسة والاجتماع وغياب منظومة الحقوق قولا أو فعلا أو الاثنين معا عندنا وعلى امتداد الوطن العربي. تقاطعني أو يقاطعني الصحفي والصحفية أو المذيعة والمذيع حين أبدأ حديثي بتوجيه تحية مجرد تحية للمرأة الفلسطينية الصامدة تحت واحد من أشرس أشكال الحصار الحربي والسياسي ومحارق التاريخ في العصر الحديث لعدة أسابيع متواصلة في غزة, كأن علينا أن ننسى في احتفائية يوم المرأة العالمي مرأى تلك الأم التي كان عليها أن تتعرف على ما كان طفلها من فتات اللحم البشري المعجون برماد الغارات الإسرائيلية. كما يقاطعون الحديث وتحتد وتيرة المقاطعة عند مجرد التنويه بالانتهاك الفادح لحياة المرأة العراقية عرضا وأرضا وحقوقا وإنسانية تحت مظلة الاحتلال الأمريكي الحارقة للعراق. فالحديث عن ثلاثة ملايين أرملة عراقية وخمسة ملايين طفل يتيم، وعن ألف مراهقة مغتصبة وعن ثلاثة آلاف سجينة وعن شتات ما لا يعد من العراقيات في عواصم العالم وتوزيع دمائهن على أحياء وقرى ومدن تنتشر فيها التقسيمات المذهبية والإثنية عنوة وبعمد وتقصد داخل العراق بعد أن كانت تتعايش في سلام وعن دفع الشابات العراقيات قسرا للاتجار بهن في عوالم سفلية قذرة تحت طائلة العوز الجارح وتهديد الحياة وعن التهجير الجمعي والمقابر النسائية الجماعية ليس من صلب الحديث عن اليوم العالمي للمرأة وليس مما يجب الإشارة إليه عندما يطلب من صاحبة رأي سعودية أو خليجية التعليق على (تصريحات كوندليزا رايس) في بروكسل عن أهمية حقوق النساء في العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة فلعل ذلك يحرجها إن كان في وجه الإدارة الأمريكية ماء تجاه ما فعلته في العراق وفي نساء العراق وما تشهد عليه بتشفٍ فيما تفعله (إسرائيل) بغزة وبالمرأة الفلسطينية. فالمطلوب من (نساء المنطقة) أن يتزين بصفة (ناشطات حقوقيات) في مواقع لا يجاز فيها مثل هذا النشاط ولو مجازا وينعمن بالوعود الأمريكية بإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد بمقاسات سقفها الأعلى (سياقة السيارة) بينما تساق الأوطان ويساق ما كان الوطن العربي بنسائه ورجاله وأطفاله إلى الدرك الأدنى من الخضوع والسير في هوى الأرباب من المحافظين الجدد هنا وهناك. (فضلا الإجابة على قدر السؤال) بتسكين القاف، ولكن ماذا عن قدر السؤال بفتح القاف.. هذا القدر الوحشي الذي يحول حياة النساء والرجال معا إلى جحيم أرضي في المجالين البيتي ويسد الفضاء العام ينقطع الخط أو أقفل الخط..............
تعليق:
وللحقيقة فإن هذا السلوك التساؤلي الذي لا يريد من السؤال إلا تأكيد مسلماته عن الموضوع الذي يسأل فيه أو تسكين المواجع بالمسكنات أو المنشطات الوقتية أو التلهي بأوهام الفعل والقول لا يقتصر على ما ذكرته من اللقاءات أعلاه، بل إن عندي عدة أمثلة منه من إعلامنا المحلي وبصورة لا تقل حلكة ومحاكاة. إذ يتصل بي صحفي أو صحفية ليسألني عن أسباب الغلاء على سبيل المثال وعندما أشرع في الإجابة ويبدو مما بدأت قوله بأنني لن أجاري تلك المسلمات الإعلامية المعلوجة التي تريد أن تنحي باللائمة كل اللأئمة على جشع التجار وتمسح يدها من مسؤولية تدني الأجور المدقع لوظائف الشباب وتفشي البطالة بشكل مرضي بين النساء والرجال, وفشل مؤسسات التعليم الجامعي وما فوقه وما تحته عن تخريج كوادر تحمل الكفاءات التي يتطلبها سوق العمل وموقف هوامير القطاع الخاص وبعض المؤسسات الدولية استثمارية وغير استثمارية من الحرص على عدم توظيف المواطن وتفضيل عمالة الخارج عليه إلا ويبدأ الصحفي بالتململ والانسحاب. ومثلها عندما سأل زملاء أو زميلات من أصحاب الاختصاص عن ظاهرة (غلاء الإيجار) إذ تربك أي إجابة تتحدث عن (الخلل العقاري) في سوقنا المحلي بنظاميه (الكاش والتقسيط) وخلل نظام المنح العشوائي والخلل التنموي المعاق والمعيق لأكثر من عقدين الآن في نظام بنك التنمية العقاري. وقد قالت لي إحدى الزميلات الكاتبات كيف أنها حين سألت عن سبب تأخر سن الزواج بالنسبة للفتيات ونفت أن يكون سببه غلاء المهور وحسب كما جاء في السؤال كما تحفظت على مصطلح (العانسات أو العوانس). وطلبت أن تقدم إجابة مكتوبة على السؤال فربطته بمستجدات الحراك الاجتماعي بين مناطق المملكة وتغير مقياس متوسط عمر الزواج وتغير مفهوم تكافؤ الزوجين إذ دخل فيه المشترك الثقافي وانخفض حرص الشباب على التجانس القبلي أمام التشبث العائلي بذلك وكذلك عدم تراجع دور الممارسات الأبوية بالعضل على الفتيات وخصوصا الموظفات, فقد وجدت حين نشر التحقيق بالصحيفة عنواناً عريضاً أمام اسمها يقول: غلاء المهور هو السبب وراء ظاهرة العنوسة واتساع رقعة العوانس في المجتمع.
وهذه ليست إلا عينة من أسئلة لا تريد أن تسأل ولا تحفل بالأسئلة لبحثها بل تريد الاستدراج إلى إجابات جاهزة ترضي توقعات ومسبقات مستتبة أو يراد استتبابها ومع الأسف فإنها تشيع ثقافة وهم الكلام ووهم الرأي بديلاً عن مساءلة الواقع.