قرارات استثنائية تلك التي أصدرها رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور يوسف العثيمين التي تمثلت في تشكيل (لجنة) فنون مسرحية جديدة اتسمت بروح الشباب وعبَّر عنها كما جاء في حيثيات التغيير بالحاجة إلى ضخ دماء جديدة! هذه الخطوة تُحسب للجمعية التي بقيت لعقود في إدارتها العليا والوسطى غير متجددة، ولجنة المسرح السابقة أدت ما عليها وتُشكر على كل جهودها، وهم زملاء ربما عانوا في وقت ما من معوقات عبَّروا عنها في أكثر من مناسبة! لذلك من المتوقع أن يتم تكريمهم على ما بذلوه من جهود! اللجنة المسرحية يترأسها المخرج رجاء العتيبي وبعضوية المخرج شادي عاشور مما يُعد دفعة قوية للعمل المسرحي.. فهما أولاً مبدعان ولديهما حماس كبير للتغيير، وقد غيّرا فعلاً في منهجهما المسرحي وقدّما أعمالاً خرجت عن الطرح المألوف واختلف عليها.. وهذا جوهر العمل الفني ولعلهما يغيّران من منهج وأسلوب إدارة العمل المسرحي في الجمعية.

اللجنة الجديدة مطالبة بعمل الكثير من أجل المسرح وبخاصة في المركز الرئيس وستكون تحت مجهر المسرحيين وعليها مسؤوليات كبيرة وينتظر منها أن تساعد صاحب القرار وتطالبه أيضاً بدعم العمل المسرحي غير الموسمي والموازنة بين مسرح المهرجانات والمسرح الجماهيري الذي اختفى خصوصاً في الرياض! وينتظر من اللجنة عدم الركون إلى الممكن والرضا بالعمل ضمن إطاره فهذا ليس المتوقع منها!

الدكتور العثيمين يقود عملية التغيير بصمت ودون ضجيج إعلامي والذي لا يعلمه الكثيرون أن التغيير قد طال الكثير من اللجان التي تدير العمل الثقافي والفني.. وهذا ما صرح به أمين مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص الذي قال إن الموسم الثقافي والفني المقبل سيشهد تعديلاً وتصحيحاً لبعض الأمور.. وخصَّ النواحي المالية والإدارية، وهذا يعني أننا سنشهد عما قريب جمعية مختلفة تحقق الطموحات وتلبي الاحتياجات، وإذا كنا أحياناً ما نسلط الأضواء على بعض القصور فإن هذا التغيير المتمثل بضخ دماء جديدة لديها الحماس للعطاء هو أمر وإن جاء متأخراً فإنه يستحق الثناء والتقدير.