الدوحة - موفد الجزيرة - سعد العجيبان
وصف سمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري لقاءه بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بلقاء الاخوة والمحبة. وقال سموه: إن هذه زيارة مباركة وإن كلاً من القيادتين في المملكة وقطر تهدفان إلى تطوير العلاقات بين البلدين وإننا في مجلس التعاون محتاجون لتبادل الزيارات من أجل وضوح في الرؤية وأعتقد أن هذه الزيارة تصب في التماسك بين دول مجلس التعاون ولا سيما بين المملكة وقطر. جاء ذلك خلال لقاء سموه برؤساء تحرير الصحف السعودية والوفد الإعلامي المرافق لسمو ولي العهد مساء أمس بقصر سموه بالدوحة. وفيما يلي نص اللقاء:
* (الجزيرة): سمو الشيخ بداية ما هي أبرز الموضوعات التي طرحت وتم التباحث فيها خلال لقاء سمو ولي العهد بسموكم؟
- تم التطرق لموضوع تطوير العلاقات والعلاقات الأخوية إضافة إلى الهموم الموجودة في العالم العربي سواء فيما يتعلق بالوضع في العراق وفلسطين، وكانت هذه الموضوعات مطروحة للنقاش بين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وأمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة، وكان هناك وضوح في المرحلة التي تمر بها المنطقة وكيفية التعامل مع الأوضاع.
* (الجزيرة): هل تم تناول الملفات الساخنة للمنطقة ولا سيما الملف النووي الإيراني؟
- تم التطرق إلى الملف النووي الإيراني، وكلي أمل أن يتم حل هذا الموضوع بالطرق الدبلوماسية والسلمية والجميع يعلم أن المملكة وقطر تهدفان لحله بهذه الطرق.
* (الجزيرة): تعلمون سموكم أن منطقة الخليج مستهدفة إقليمياً وخارجياً.. ترى كيف ترون سموكم أهمية التشاور وتوحيد المواقف السياسية المشتركة خليجيا لتجنب الاستهداف الإقليمي والخارجي؟
- يجب أن تكون هناك سياسة واضحة أو حد أدنى للاتفاق بين كل دول المجلس بما فيهم المملكة وقطر بسبب تحديات كبيرة تحتاج الى وجهة نظر واضحة، واعتقد أننا لا يجب أن نستهين بقوتنا فنحن دول مجلس التعاون بقدر ما نريد أن نوحد رأينا والطرف الآخر أكان صديقا أو خصما تكون رؤيتنا واضحة ومطالبنا محددة في هذا الموضوع.
* هل تناولت الزيارة سبل التعاون الاقتصادي بين المملكة وقطر؟
- لقد أكدت قيادة البلدين أهمية التعاون في المجال الاقتصادي وتنشيطه بين دول المجلس ولا سيما بين المملكة وقطر، والبلدان لديهما الكثير من الفرص في هذا الجانب، ونأمل أن يأخذ رجال الأعمال هذا الموضوع بعين الاعتبار وان تكون الحقبة الجديدة ليس في المجال السياسي فقط بل في الاقتصادي أيضاً وان تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين أمر بالغ الأهمية.
* ما الذي حصل في الآونة الأخيرة على مستوى العلاقات السعودية - القطرية فقد كان هناك ما يشبه الجفوة بين الطرفين.. والآن نبدأ مرحلة جديدة من العلاقات؟
- أولاً أنا كنت.. وكما تلاحظون دائماً في أي مؤتمر كنت أركز على شيء واحد وهو أن المملكة هي العمود الفقري لدول مجلس التعاون.. وفي ظل الجفوة التي سميتها أنت.. أنا اسميها خلافاً كان بيننا.. كنت دائماً أقول المصلحة تقتضي أن ندرس بعمق ما هي الخلافات وماهي الإيجابيات.. سنجد أن الإيجابيات بين المملكة وقطر اكثر من الخلافات. والذي تم كان برغبة الطرفين على مستوى القيادتين الرشيدتين..التي تركزت في حل الخلافات هناك وجهة نظر للمملكة وأخرى لقطر.. أنا لا أريد أن نرجع للخلاف بقدر ما نبني على الإيجابيات لكن في العمق لو بحثت لوجدته إيجابيا لا توجد خلافات تاريخية بين المملكة وقطر هناك علاقات مميزة.. فالقائدان كان لديهما وجهة نظر أن هذا الموضوع يجب أن يحل، وأنا تقابلت مع سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز في الصيف الماضي وبعدها في رمضان كانت زيارة صاحب السمو أمير البلاد ثم تلاها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للقمة، ثم بعدها زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، طبعا نحن مسرورون لهذه الإيجابية في التفاهم والعلاقات.. نريد نبني على بنيان قوي ونريد أن نرى الإيجابيات وكيف نطورها وسلبيات لماذا حدثت ونحاول حلها وهذه اللقاءات كفيلة بمعالجة هذا الموضوع.
* هل اللقاءات بالفعل عالجت القضايا العالقة؟
- - بإذن الله - الأمور تسير في مسارها الصحيح.
* هل هناك أشياء رئيسية في الخلاف؟
- أعتقد أن هذا الموضوع ليس من المصلحة الآن إثارته دعونا نثير الإيجابيات أفضل من السلبيات.
* كيف تعلقون على الخلاف حيال موضوع نقل الغاز القطري عبر الأراضي السعودية، وموضوع الجسر البري الإماراتي القطري وموضوع المعتقلين السعوديين في قطر؟
- أولا موضوع الغاز القطري لم يتم بحثه بشكل مفصل مع القيادة السعودية.. لكن هذا الموضوع بطبيعة الحال موضوع اقتصادي ويجب أن يبحث بين الجهات المختصة وفي الوقت المناسب، واعتقد أن الموضوع سيكون فيه خير للبلدين. ونحن في قطر بسبب الفترة الطويلة في هذا الموضوع قمنا بتصريف اغلب الغاز المسال في البواخر لكن مشروع من هذا النوع اعتقد أنه سيخدم البلدين. وبالنسبة لموضوع المعتقلين السعوديين في قطر فلا يوجد سوى سعودي واحد في السجون القطرية وينظر القضاء القضية المتهم بها، ولم نتطرق مع القيادة السعودية الى هذا الموضوع. أما بخصوص الجسر البري بين الإمارات وقطر فقد طرحه الاخوة في الإمارات والآن يدرس ولم يتم الحديث عنه بالتفصيل ولكن المشروع موجود.
* نلاحظ أن قطر في بعض الأحيان بعيدة عن السياسة الجماعية الخليجية أو عن السياسة السعودية على وجه الخصوص، فمثلا موضوع الالتفاف حول إيران في أوقات معينة مع العلم أننا لاحظنا اكثر من توجه إيراني لضرب الآبار النفطية والقواعد العسكرية في دول الخليج في حال تم توجيه أي ضربة عسكرية لها، وقضية فتح مكتب إسرائيلي في الدوحة، كيف تعلقون على التوجه السياسي القطري للمشاورات الجماعية مع دول المنطقة؟
- موضوع مكتب إسرائيلي في قطر تم بعد اتفاق مدريد وكان هناك انفراج في عملية السلام فتم فتح مكتب إسرائيلي تجاري في قطر وكل علاقاته واضحة ومحددة، وتعرفون أن هذه العملية صار بها مد وجزر كثير في عملية السلام فمرة نتفاءل ومرة نتشاءم. نحن في قطر سياستنا أن هذا الموضوع تم الاتفاق عليه، لن تجد في قطر أي بضائع إسرائيلية اكثر من أي دولة خليجية ولن تجد في قطر شيئا غير موجود في أي دولة خليجية مع إسرائيل ولن تجد قطر ذهبت باتفاقات مع إسرائيل بعيدة عن الإطار الخليجي، وتعلمون أن إسرائيل طلبت من قطر تصدير الغاز لها لكن رفضنا ولم نبحث الموضوع وإلى الآن ما زالت المطالبات بتزويد إسرائيل مستمرة، نحن كل ما فعلناه كان في إطار تشجيع عملية السلام عندما تمت.
أما فيما يتعلق بموضوع إيران، أولاً لا يوجد عداء بين قطر وإيران، الأمر الثاني هناك مصالح مشتركة في المياه المشتركة، الأمر الثالث نحن من البداية فتحنا حوارا مباشرا مع إيران مع العلم بأن هذه كانت سياسة المملكة تجاه هذا الموضوع، الحوار بيننا وإيران كان مباشرا سواء على كيفية تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية الأمنية بين البلدين وجميعها لنا فيها اتصال مباشر مع إيران، ولم نستعدِ إيران أو أي دولة وندخل في اجندة.. من المفترض أننا كدول خليجية علينا أن نذهب ونرى ما هي خلافاتنا مع إيران ونحاول حلها بحكم وجودنا معهم في منطقة واحدة، بالتالي من المهم عدم خلق أجواء حرب معهم أو أجواء توتر في المنطقة. وأؤكد لكم أن قطر لم تتآمر مع إيران على أي دولة خليجية وسياستنا معروفة فيما يخص القضايا الخليجية، والجميع يعرف أن وجهة نظرنا تجاه القضايا الحساسة في المنطقة دائماً مؤيدة لوجهات نظر دول الخليج، وكما تعلمون أن البيان المشترك لاجتماعات دول مجلس التعاون لا يصدر في حال اعتراض دولة واحدة عليه. وتعلمون أن قطر لا تعترض على سياسات دول الخليج بحكم أصالتها. ولكن أنا لا أرى مبرراً لاستعداء إيران وغداً تتفق دول العالم الأول معها مما يجعلنا في موقف حرج، وهذه المشكلة تحتاج لبحثها ليس في جلسة واحدة لمعرفة وماذا نريد من إيران وماذا تريد منا، لا نريد أن يبيعنا أحد على إيران ولا نريد بيع أنفسنا عليها.
* زيارة سمو ولي العهد كان هدفها تعزيز العلاقات فهل نستطيع تحديد الجوانب التي ستساعد على تعزيز العلاقات بين المملكة وقطر؟
- لا شك أن زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد زيارة مهمة في شتى المجالات.. وتعلمون أن العلاقات بين البلدين قائمة لكن ما نسعى إليه هو تطويرها سواء في المجالات الاقتصادية أو التنسيق السياسي المشترك أو الأمني، فهذه القضايا من المهم تفعيلها بشكل اعمق وأكبر. وكما تعلمون ان قطر تشهد حالياً مرحلة ازدهار سريعة وقوية ويمكن بسبب التوتر الذي حصل بين البلدين لم تستفد المملكة وقطر من ذلك الازدهار.. فدول المجلس إن لم تقم على التعاون الاقتصادي لن يفيدها التعاون في الجوانب الأخرى.
* قناة الجزيرة هل كان لها دور في توتير العلاقات بين المملكة وقطر؟
- لا أستطيع أن أقول إن الجزيرة لم توتر العلاقات ولا أستطيع القول إن الإعلام السعودي لم يوتر العلاقات فالطرفان وترا العلاقات.. وكما تعلمون فإن قناة الجزيرة لها منهج يفترض منا أن نحترمه ولكن يجب أن تكون الموضوعات واضحة ولا تكون كيدية ونفس الشيء في الصحف السعودية يجب أن تكون حيادية ولا تكون كيدية، وكما تعلمون أن هناك جهات إعلامية في المملكة وقطر وخارجية أججت التوتر بين البلدين.
* هناك قناعة لدى الكثيرين من الحريصين على أمن الخليج ممن يرفضون وجود وكيل أو وصي على لبنان، كيف تعلقون على هذا الأمر؟
- لا أحد يقبل بوجود وكيل على لبنان لا سورية (إن كنت تقصدها) ولا غيرها.
* لماذا لا يكون هناك موقف خليجي موحد في هذه القضية؟
- لا يوجد موقف عربي واحد والخلاف السعودي - السوري اثر في هذا الموضوع، نحن نريد لبنان مستقلا وبدون وصاية عليه ونؤيد المبادرة العربية الأخيرة. ولا أخفيكم كنت قبل يومين في سورية لمناقشة هذا الموضوع واجتمعت مع مؤيدين ومعارضين وبحثنا ما من شأنه إنهاء هذه الأزمة، ليس من مصلحتنا ترك لبنان بهذه الطريقة، فدولة قطر صغيرة أي اضطراب في أي دولة أخرى يهمنا أن يحل سلمياً لأننا دعاة سلام، فنحن ليس لنا أي مطامع في لبنان أو في غيره ولذلك موضوع لبنان يهمنا حله ونسعى لذلك ومن المهم جداً عدم إخراج سورية من الكيان العربي لأننا نتحدث عن مصلحة عليا عربية، لا أقول إن سورية ليس لها أخطاء ولكن الوقت ليس مناسبا لمحاسبة أنفسنا، فهدفنا إنجاح القمة العربية وحل الأزمة اللبنانية وتقريب سورية إلينا على موضوع واضح.
* تحدثتم سابقاً عن فك ارتباط العملة الخليجية بالدولار ما هو موقف قطر من هذا الموضوع؟
- تعلمون أنني بحثت هذا الأمر مع الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقد آن الأوان أن يكون لدول مجلس التعاون عملة لا ترتبط بدولار أو أي عملة أخرى ، فالان اقتصاد دول مجلس التعاون سادس اقتصاد عالمي، نحن الآن نستطيع إيجاد عملة تعتمد على ثروتنا الاقتصادية فلماذا نربط عملتنا بالدولار أو عملات أخرى؟، هناك وقت استفدنا فيه من هذا الارتباط لكن قطر لا تستطيع وحدها إقرار هذا الموضوع، فذلك يحتاج الى قرار خليجي جماعي واضح.
* اقترحتم تشكيل قوة خليجية للدفاع عن المنطقة، هل ستكون هذه غير قوة درع الجزيرة؟
- هذا جاء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الدوحة ونحن أيدنا هذه الفكرة وهي إيجاد قوة تنضم لقوة درع الجزيرة لتكون قوة ردع؛ لأننا لا نعلم ربما نحتاج الى جيش متقدم تقنياً ومدرب ويتحرك بسرعة فنحن في وقت أزمات وذلك ما نحتاج اليه قوة ردع.