Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/03/2008 G Issue 12949
الاربعاء 04 ربيع الأول 1429   العدد  12949
مثقفو الجنادرية يتساءلون عن (الإعلام السعودي) في زمن العولمة
الثنيان: الانفجار المعرفي جعل مسؤولية المؤسسات الثقافية والإعلامية أكبر من أي وقت مضى

الثقافية - علي بن سعد القحطاني

الإعلام السعودي ينطلق بخطوات ثابتة وبكل ثقة في زمن العولمة مع المحافظة على مبادئه وثوابته ومرتكزاته الأساسية هذا ما أكده المحاضرون في ندوة (الإعلام السعودي في زمن العولمة) التي عقدت مساء الثلاثاء 3-3-1429هـ الموافق 11-3-2008م في قاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتننتال وشارك فيها كل من الدكتور عبد العزيز الثنيان عضو مجلس الشورى والدكتور أبو بكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية والدكتور فهد العرابي الحارثي وأناب عنه في قراءة ورقته الدكتور عبد الرحمن العناد وأدار الجلسة الدكتور محمد البشر الأستاذ بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التوظيف الإيجابي:

استهل الدكتور عبد العزيز الثنيان ورقته بذكر المنطلقات المنهجية والوطنية التي يجب أن تحدد المسارات الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية الخاصة والتجارية ودعا إلى التوظيف الايجابي للإعلام السعودي في زمن العولمة وقال:

من نعمة الله علينا نحن أمة الإسلام أن ديننا عالمي وخطابه إلى الناس كافة فتجد في التنزيل عبارة (يا أيها الناس) تتكرر كثيراً مما يوضح أن الخطاب القرآني ليس خاصاً بالمؤمنين فحسب ولكنه لجميع البشر وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة فالدين الإسلامي عالمي قبل مصطلح (العولمة) الحالي وإذا ما أحسن المسلمون التعاطي مع أدوات العولمة فإنها ستكون لصالح دينهم وأمتهم ولديهم القدرة التي ليست لأحد في استثمار تلك الأدوات.

ومن نعمة الله على المملكة العربية السعودية أنها الدولة الوحيدة في عالمنا العربي والإسلامي التي ينص نظامها الأساسي للحكم على أن دستورها الكتاب والسنة وهي بذلك تكون أولى الدول بوصف (العالمية) لأن دستورها كما أشرنا يخاطب الإنسانية أجمع وفي رحاب وطننا الغالي تكون فريضة الحج التي يجتمع فيها المسلمون من كل بقاع الأرض على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وطبقاتهم، هتافهم، لبيك اللهم لبيك، لباسهم: رداء رخيص الثمن، سكنهم: خيام متماثلة إنها لوحة تجسد تلك العالمية.

ولدى المملكة من المواقف النبيلة والمنهج الرشيد ما يوفر لأي إعلامي منصف كماً هائلاً من النماذج المضيئة التي يمكن توظيفها إيجابياً وهنا اقتبس ما سبق أن قاله زميلي في هذه الندوة الأخ عبد الرحمن الراشد وهو يوضح مدى حظوة الإعلامي السعودي حين يدافع عن وطنه ويقول: (بوسعنا أن ندافع عن سياسات المملكة بكل ثقة وموضوعية فهي دولة تتسم سياستها بقدر كبير من العقلانية التي لا يجد الإعلامي أي حرج في الدفاع عنها على عكس دول أخرى يصعب الدفاع عن بعض مواقفها).

ويقول معالي وزير الإعلام اياد مدني في تقرير وزارة الثقافة والإعلام لمجلس الشورى عن نشاطات الوزارة لعام 1426- 1427هـ: وزارة الثقافة والإعلام وهي تستشعر مسؤولياتها في تشكيل الرأي العام المحلي وإظهار الصورة الحقيقية المشرقة عن بلادنا للعالم أجمع إضافة إلى التصدي للإعلام المضاد الذي يستهدف تشويه تلك الصورة تسعى لتوظيف كل إمكاناتها المادية والبشرية للقيام بمسؤولياتها كاملة تجسيداً لطموحات وتطلعات القيادة الرشيدة.

هذا هو الإطار الذي تشعر وزارة الثقافة والإعلام أن عليها أن تتحرك من خلاله فهي تواجه موجات ثقافية وإعلامية عاتية مستهدفة للدين والخلق القويم ولهذا ترى من مسؤولياتها أن تنقل للعالم الخارجي رسالة حضارية منبعها ما تتميز به هذه البلاد من مسؤولية نشر الإسلام والحب والتسامح في ظل التميز الفكري والأخلاقي الذي خصها الله به وما ميز به قيادتها من حمل هذا التميز للعالم.

ولا يخفى أن التسابق الثقافي والإعلامي الهائل والبث المباشر المتسارع والانفجار المعرفي والتدفق السهل للأفكار في ظل ما يعرف (بإعلام بلا حدود) كل ذلك جعل مسؤولية المؤسسات الثقافية والاعلامية أكبر من أي وقت مضى بعد أن أصبح العالم وكأنه سفين يتقاذفه الموج من كل جانب بما يهدد الأمن والقيم الأمر الذي يتطلب كل ما يلزم للتصدي للغزو الثقافي والإعلامي المعادي بكل قوة واقتدار وفي اطار ما توجه به العقيدة الإسلامية السمحة انتهى كلام الوزير.

وإذا كان هذا حديث المسؤول الرسمي ففي نظري أن من فرض العين على أي وسيلة إعلام سعودية رسمية كانت أو شعبية أنها إن لم تنقل الصورة الإيجابية عن المملكة ولم تشارك في بث رسالتها السياسية والدينية والوطنية فعلى الأقل أن لا تشوه سمعة البلاد ببعض التصرفات التي هي وان كانت فردية إلا أن العالم ينظر إليها على أنها محسوبة على الكيان الاكبر.

وفيما يلي بعض المبادئ والأسس التي يوجب ديننا ووطننا مراعاتها من جانب أي مؤسسة إعلامية سعودية رسمية أو خاصة ترغب الإسهام في نقل الصورة الايجابية عن وطنها في زمان العولمة:

أولاً: التزام القيم والمبادئ الإسلامية التي تهتدي بها المملكة منذ تأسيسها وعدم اثارة الشكوك والتساؤلات حول ما هو قائم ومعمول به فالفتنة أشد من القتل.

ثانياً: احترام رموز الوطن السياسيين والشرعيين وابراز مكانتهم السياسية والشرعية ودورهم في بناء الوطن وحفظ أمنه الشامل وأن لا نسمح لأي وسيلة اعلامية بالتطاول والتجريح لأي منهم.

ثالثاً: اعتبار الوحدة الوطنية من الحرمات الكبرى واعداد البرامج الإعلامية الغارسة لهذا الشعور لدى كل مواطن ومواطنة خلال مراحله العمرية منذ الطفولة وحتى مرحلة الشيخوخة.

رابعاً: مراعاة التقاليد والأعراف الاجتماعية المتجذرة التي يستند بعضها إلى أصول دينية والتجاوز عن التصرفات والحوادث الفردية وعدم اسقاط تلك الحالات على أنها ظواهر عامة تحكي واقع المجتمع.

خامساً: استيعاب الرسالة الحضارية للمملكة في العناية بقضايا المسلمين والقيام بواجب الدعوة إلى الله ومناصرة الضعفاء والمظلومين.

سادساً: إدراك الوسلة الإعلامية لحجم أهمية الوطن الذي تتحدث باسمه أو عنه ومكانته الدينية والسياسية والاقتصادية على مستوى العالم.

الخصوصية السعودية:

وأكد الثنيان على أن لكل مجتمع له خصوصيات وثوابت قد لا يشاركه أي مجتمع منها فيها وقال: أليست المملكة هي الدولة الوحيدة التي جميع سكانها مسلمون وفي رحابها الديار المقدسة إنه يكفي للدلالة على الخصوصية الاشارة إلى أمرين:

الأول: إنها وفق نظامها الأساسي للحكم دستورها الكتاب والسنة وبالتالي فإن هذين الأصلين يحكمان على كل القوانين في المملكة.

الثاني: أنها تضم الحرمين الشريفين حيث قبلة كل المسلمين وموطن أداء الركن الخامس للإسلام ومثوى جسد النبي الطاهر صلى الله عليه وسلم.

تحديات العولمة الجديدة

ورأى الدكتور عبد العزيز الثنيان أنه ليس من الإنصاف نكران التطور الذي شهدته وسائل الإعلام السعودية الرسمية والشعبية في العقد الحالي، على صعيد الإمكانات المهنية، والتوسع في معالجة هموم الوطن، والذود عن حمى الوطن والأمة في أحلك الظروف.

وأشار المحاضر إلى الإمكانات الضخمة (مجموع اعتمادات أبواب ميزانية وزارة الثقافة والإعلام لعام 1426- 1427هـ. 1.750.300.000 وعدد الوظائف المعتمدة في تلك السنة 7294 وظيفة) هذا الإنفاق الضخم من الدولة على الإعلام إلى جانب تلك الوسائل والقنوات الإعلامية الممولة من بعض الشخصيات السعودية.. وخلص الدكتور عبد العزيز الثنيان في نهاية ورقته إلى القول: يتطلع المواطن المخلص إلى أن يرى إعلام وطنه وجها مشرقا يعتز به ويشعر بأنه يمثله، ويجد فيه أفراحه وأحزانه وهمومه ويعكس تقدم بلاده وحضارتها ورخاءها وازدهارها.

عالمنا الجديد

أناب الدكتور فهد العرابي الحارثي الدكتور عبد الرحمن العناد في قراءة ورقته المعنونة ب(عالمنا الجديد.. في سحناته الفاضحة) وتساءل باستنكار في مقدمة ورقته عن العولمة؟.. وما ادراك ما العولمة وقال:

هي شيء يلوكه مثقفونا في كتاباتهم وخطبهم بين مبشرين ومنذرين، وفرحين وخائفين، ومقبلين ومدبرين، ونحن بين الفرح والخوف، والإقبال والإدبار، نغرق في الحيرة والتردد: هل نحن مع شروط العالم الجديد أو ضدها؟ وهل نحن ضمن السباق أو خارجه؟ شيء واحد فقط نحسه يتحرك من تحتنا؛ هو إرهاص المستقبل الغامض، الذي لا ندري إلى أين سيأخذنا؟ فنحن خلو من العدة والعتاد، ونحن لم نقدر بعد على تحديد ملامح الطريق.

العولمة.. شيء لا علاقة له بتعطيل انتخاب رئيس للبنان، أو باحتلال العراق، أو بإنقاذ أهل دار فور من هلاك الأشقاء، أو بانتشال أهل غزة من طائرات وقنابل الأعداء، ومزايدات وأطماع الأبناء، العولمة مشغولة بتوالي إنجازاتها.. والعرب مشغولون دائماً بإيذاء أنفسهم.

ولا وقت للمعرفة والبناء!.. فالمجد للخراب!

هل يكون الكلام عن العولمة، إذن، ترف معيب، في زمن يعمه الجهل، الجهل الفطري والجهل العمد، وفي زمن يسوده الحقد والضغينة، نتيجة عشائريات ضحلة عرقية وطائفية ودينية، ونتيجة أطماع وغايات نخاسية يشيب لها الرضيع، ويندى لها الحجر؟!

العولمة الثقافية

وبين الدكتور فهد العرابي الحارثي في ورقته أن أخطر صور العولمة التي تواجهنا: هي العولمة الثقافية، القادمة من جهة الإعلام فنحن نحتاج إلى أن نقاومها، ومقاومتها لا تأتي بإصدار القرارات الرسمية أو الإدارية برفضها، لكن مقاومتها تأتي بالتعامل معها وفق البدائل التي نصنعها ونقدمها للأجيال، وذلكم - لعمري - يحتاج إلى تعبئة قومية حضارية شاملة، ويحتاج إلى محاولات جادة ومخلصة لإعادة اكتشافنا.

تساؤل

رأى الدكتور أبو بكر أحمد باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية أن (الإعلام السعودي) يظل الأنموذج في زمن العولمة وأكد أن هناك تحولا جذريا حصل في مفهوم الإعلام على المستوى العالمي طيلة العقود الثلاثة الماضية وأنها رسمت الواقع بتصوراتها الإعلامية وساعدت التقانة والاتصالات الحديثة في إذابة الجسور والفوارق بين البشرية. وبين المحاضر أن مفهوم الإعلام في الألفية الثالثة يختلف عن مفهومه في القرن العشرين وأفاض الدكتور باقادر في الحديث عن المصطلحات الإعلامية الثلاثة (الرسالة الإعلامية) و(المستهدف) و(خيارات المتلقي) وفي نهاية حديثه أشار إلى أن التساؤل الذي يقلق المهتمين هل يمكن الاكتفاء بالقنوات الأربع الرسمية في تعريف الإعلام السعودي أم ندخل معه القنوات الممولة من القطاع الخاص ك orbet - art - mbc، قناة اقرأ، قنوات المجد وماذا عن القنوات ذات الرؤية الأحادية كقنوات الزواج مثلا.

المداخلات

- أعرب الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى عن حزنه على إغلاق قناة الفجر الخاصة بالقرآن الكريم لأمور مادية وطالب بدعمها.

- رأت المذيعة سلوى شاكر من إذاعة الرياض أن الإعلام السعودي يتقدم بخطوات جميلة وقالت: إن هناك موظفين غير أكفاء ولم يحصلوا على شهادات ومع ذلك فإنهم يعملون في القنوات الأربع للتلفزيون السعودي.

- أرجع الدكتور محمد الفاضل قلة الحضور إلى استحداث القناة التلفزيونية الخامسة الخاصة بنقل فعاليات الجنادرية وعلى الهواء مباشرة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد