الجزيرة - هلال القرشي ومنيرة المشخص
في أحد مباني مدينة الرياض الجريئة والتي تجرأت وعانقت عنان السماء كان للجرأة موعد آخر ولكنها هذه المرة كانت اقتصادية تنظمها الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء وصندوق المئوية ففي التاسعة صباحاً بدأت الجرأة تدب في قاعة المملكة بفندق الفورسيزونز ببرج المملكة في وسط مدينة الرياض حيث بدأت فعاليات الجلسة الرابعة من منتدى رأس المال الجريء لتناقش بكل جرأة تحويل الأفكار إلى مشاريع من خلال استغلال رأس المال الجريء حيث رأس الجلسة الدكتور ماجد القصبي الذي تحدث عن أهمية الموضوع، وشارك فيها كل من الدكتور عبدالعزيز جزار والأستاذ لؤي هشام ناظر اللذين تحدثا عن أهمية نظر المدراء لأفكار البسطاء وتركيز رؤوس الأموال الجريئة والابتكار على تقديم الخدمات وأن الخسارة المالية ليست مشكلة بالإضافة إلى انتقادهم لوضع الشركات في المملكة فهي شركات تقرض ولا تخاطر والمطلوب من الشركات الوطنية أن تخاطر برؤوس الأموال الجريئة وتمول المشاريع المبتكرة لتدعم الاقتصاد الوطني، وبعدها تحدث تيموثي دريبر المؤسس والعضو المنتدب لدريبر فيشر جيرفتسون حيث استعرض تجربته في المتاجرة برأس المال الجريء ودوره في تحويل الأفكار مشيراً إلى أن الأفكار ورأس المال الجريء يحتاجون لبعضهما البعض فالاستثمار يحتاج إلى فكرة والأخيرة تحتاج إلى رأس المال الجريء كداعم له، وركز تيموثي دريبر على أهمية الخبرة في مجال المشروع مشيراً إلى أن ذلك ضروري ليتمكن المستثمر من ضمان حصانة مبتكر المشروع ضد التحديات والعقبات التي ستقابله كما دعا المستثمرين وأصحاب الأفكار إلى التنوع في استثماراتهم مشيراً إلى عدم وضع البيض في سلة واحدة وركز على أهمية أن يضع صاحب الفكرة نصب عينية ما الذي سيقوم به وأن يقرأ بعناية حول مشروعه الذي سيقوم بالاستثمار فيه ودعا في نهاية حديثه إلى حرص المستثمرين والمبتكرين الجدد لاستعمال التكنولوجيا والعلوم الحديثة إضافة إلى الاهتمام بالاتصال والتواصل مع المجتمع المالي من حولهم والاستثمار في التواصل والمعرفة مع الآخر بما يفيده.
عقب ذلك أعلن المنتدى عن بدء الجلسة الخامسة له تحت عنوان دور الشركات الكبرى في تشجيع الابتكار من خلال برامج رأس المال الجريء وقد تحدث في هذه الجلسة الدكتور كمال معمرية الشريك والعضو المنتدب لمجموعة بوستن الاستشارية وتناول في حديثه أن المملكة تحتل المرتبة الـ 41 عالمياً في مجال الإبداع فيما ذكر أن اليابان احتلت المرتبة الأولى عالمياً ولذلك كان الإبداع هو المحرك الأساسي للاستثمار الياباني وأكد معمريه أن الإبداع هو قائد الدول لتحقيق اقتصاد يرقى بها وتحقق به مستويات عالية ويتوازى الإبداع مع البنية التحتية، واستعرض معمرية تجربة شركة تيلكون العالمية في أنها بنت إستراتيجيتها على الجرأة واستحدثت صندوقاً للدعم المالي ووسعت نشاطاتها حتى وصلت إلى منافسة السوق في مجال الموسيقى والنشر ويأتي ذلك من خلال مساعدتها على الابتكار وتشجيعها للمبتكرين وأصحاب الأفكار وتحدث بعد ذلك الدكتور فهد المشيط رئيس وحدة الاستثمار الاستراتيجي في شركة الاتصالات السعودية والذي تحدث عن تاريخ الاتصالات السعودية ومبادراتها الناجحة في دعم الابتكار من خلال طرحها لخدمات جديدة وفريدة تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته وأضاف المشيط أن الاتصالات أسست شركة تجاري السعودية التي تعتبر شركة مبتكرة في السوق السعودية وتمتلك فيها الاتصالات حصة تبلغ 50% وبعد ذلك كانت مشاركة السيد بيل جلين الذي أكد على ما تقدمه الأفكار الابتكارية للشركات من إضافة جديدة توصلها لتحقيق أهدافها مؤكداً أن اقتصاديات العالم الكبرى قامت على الابتكار.
وأنهى المنتدى أعماله بجلسته السادسة والتي كانت تتحدث حول تمويل العمل المبادر والتي رأسها صاحب السمو الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب الرئيس لمعاهد البحوث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.