الرياض - شيخة القحيز
أعرب الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي عن القلق الشديد بسبب ما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس من انتهاكات، ونبه إلى خطورة الخطط الإسرائيلية المتعلقة بتهويد مدينة القدس، والخطط التي تستهدف المسجد الأقصى، وما يتعرض له من تهديد، حيث لا تزال تحفر تحته الحفريات لبناء شبكة من الأنفاق، ولا تزال القوات الإسرائيلية تحاصر بواباته وتسيطر على ساحاته، وتمنع المصلين من الدخول إليه، ولا تزال تطلق عنان جنودها لاقتحامه، وإلقاء القنابل وإطلاق الرصاص داخله، مما يعد انتهاكاً وتدنيساً لحرمة المسجد، وتجاوزاً لقرارات المجتع الدولي التي تمنع إسرائيل من انتهاك حرمة المسجد الأقصى وغيره من مساجد فلسطين.
وقد تلقى الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين نداء استغاثة من علماء فلسطين حول ما يتهدد مصير القدس والمسجد الأقصى بعد ظهور مذكرة إسرائيلية تحمل اسم (فيدم بروشلايم) وهي كلمة عبرية تعني (أورشليم أولاً) وهي مذكرة تتحدث عن خطة مفصلة خطيرة، تهدف إلى تهويد مدينة القدس والسيطرة على المسجد الأقصى واحتلاله من خلال مشروعات سيستغرق تنفيذها ست سنوات قادمة حيث بلغت ميزانيات تنفيذه هذه المشاريع (نصف مليار دولار أمريكي) وقد تم تحديد الجهات المانحة والداعمة لهذه الميزانية وهذا يعني أنها جاهزة للتنفيذ.
وتهدف المذكرة إلى:
* العمل على إزالة طريق باب المغاربة وإقامة جسر بديل يحمل مواصفات خاصة تمكن الآليات الإسرائيلية من المرور عليه واقتحام المسجد الأقصى في أي وقت.
* فتح باب خارجي يوصل إلى مصلى البراق - أحد مصليات المسجد الأقصى - وتحويله إلى كنيس يهودي.
* إقامة أكبر كنيس يهودي في العالم مكان جزء من الجهة الغربية للمسجد.
* فتح الباب الثلاثي الواقع في حائط المسجد الأقصى الجنوبي لتمكين اليهود من دخول المصلى البرواني وتحويله إلى كنيس يهودي.
* حفر نفق تحت حائط المسجد الأقصى الغربي يمتد إلى داخل المسجد الأقصى بهدف أن يكون طريق قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاص لاقتحام المسجد الأقصى والقضاء على شغب المسلمين بحسب تفسير المذكرة.
* نبش قبور الصحابة - رضي الله عنهم - من أجل إقامة بناء لمحطة قطار هوائي (تلفريك) يربط بين المسجد الأقصى ومقبرة اليهود الواقعة في جبل الزيتون.
وقياماً بواجب النصرة لمسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين يؤكد على ما يلي:
1- القدس مدينة عربية إسلامية لا تتجزأ بين شرقية وغربية وحق المسلمين فيها ثابت بغض النظر عن زمن احتلال أي جزء منها.
2- القدس وقف لأجيال هذه الأمة والتنازل عنها لا يمكن أن يُضفَى عليه الشرعية في يوم من الأيام، والإيمان بعودتها لا يتزعزع، حتى وإن سيطر المحتل على كل شبر فيها، وواجب المسلمين حفظ هذه الرسالة حية من جيل إلى جيل.
3- القدس محور الصراع، ومواجهة تهويدها واجب ديني ووطني وقومي وعلى أمة الإسلام أن تتعامل مع القضايا والأحداث المتعلقة بها وفق هذا المنطلق.
4- القدس مدينة ذات امتداد جغرافي معروف، وكل تفسير أو تشويه تجريه سلطات الاحتلال على حدودها أو مساحاتها أو اسم من أسمائها أو ملكية الأراضي فيها، غير شرعي، ومرتبط بوجود الاحتلال وتجب مواجهته بكافة الوسائل المشروعة مع الحفاظ على الواقع الأصلي في الحدود والمساحة والأسماء.
5- القدس قضية وهوية وتراث إنساني وحضاري، ودفاع المسلمين عنها واجب شرعي وعلماء الأمة يرفضون الاستيلاء عليها وتزوير تاريخها واغتصاب حقوق أهلها الشرعيين.
6- القدس مدينة إسلامية والواجب يدعو لتعميق معرفة شعوب أمتنا وأجيالها بالحقائق الراسخة حول المدينة ومقدساتها الإسلامية.
إن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين ليدعو الدول والمنظمات الإسلامية إلى بذل الجهود العاجلة لمنع إسرائيل من تنفيذ المشروعات التي تضمنتها المذكرة، ويهيب بقادة الأمة أن يعملوا على حماية مدينة القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو المكان الذي أُسري إليه نبينا محمد - صلوات الله وسلامه عليه - من المسجد الحرام، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1)سورة الإسراء.