لم تتضح لي أُطُر العلاقة الوثيقة بين معرض الكتاب ومعمول (التمر..!)، إلا في هذا العام، كنت أعلم بوجود تلك العلاقة الأخوية (غير مباشرة) بين المعارض المقامة عموماً ومعاميل التمر والكليجا من أمد, ولكنني وفي هذا العام بالتحديد اكتشفت مدى عمق هذه العلاقة وقوتها و بعد أثرها الإستراتيجي والبيولوجي على زوار هذا المعرض.
معمول التمر.. عندنا هو البديل الأمثل والأنفع ..! للكتاب، وبخاصة في مثل هذا الزمن الذي ينقسم الناس فيه إلى فريقين متناقضين شكلاً ومضموناً.. !، فيحاول الأقوى وبكل جهده أن يكمد أنفاس الضعيف فلا يدع له مجالاً، ليس لإبداء الرأي فقط بل حتى للفرجة والإطلاع على تلك الإصدارات (الخطيرة..!؟) -بحد زعمهم- فمن خلال نظرة خاطفة على أغلفتها يمكن بأن تحرف المسار العقلي لهذا الشخص المسكين فينقلب رأساً على عقب..!، وقد يشمل ذلك جميع المستويات فحذارِ من تلك النظرة.
لم يجد كاتب هذه السطور سبيلاً من التوجه ل(بصطات) بيع المعمول المتناثرة حول بوابة معرض الكتاب (الدولي..!)، للبحث عن الأنواع الجيدة من المعمول بعد أن مُنِعَ من الدخول إلى المعرض في ثاني أيامه، وذلك لسبب (وجيه) وهو وجود عوائل بالداخل فلو كان هذا اليوم مخصصاً للنساء فقط لن أعترض أو أجادل في ذلك أبداً، ولكن النساء الموجودين معهم عوائلهم !، وكأن بقية الخلق ليس لهم أمهات أو بنات أو أخوات (مقطوعين من شجرة..!)، مدة المعرض لا تتجاوز العشرة أيام فقط، فماذا بقى خمسة أيام ..!، وليس شرطاً بأن يكون الإنسان على استعداد تام للحضور خلال هذه الأيام الخمسة، والمعرض في آخر أيامه ليس له قيمة لأن الطيور قد طارت بأحمالها، إذ لو كان المعرض مستمراً طوال أيام السنة لأصبح الأمر مقبولاً ولكن عشرة أيام وبالتناوب فهذا أمر تعجيزي، أضف إلى ذلك موظفي الأمن والاستقبال في المعرض الذين هم في غاية اللطف والسماحة !.. (وكأنهم في جبهة حربية)، ولا ألومهم فهؤلاء لا يدركون بأنهم يتعاملون مع المثقفين والأدباء والمهتمين بهذا الشأن، وما يزيد الطين بِلَّةَ بأن هذا المعرض دولي وقد دعي له الكثير من الشخصيات من خارج المملكة فماذا سيقول هؤلاء عنا بعد ما يتعرضون لهذه المواقف الغريبة.
ALFAISAL411@HOTMAIL.COM