عبدالحفيظ الشمري
ضمن الفعاليات المنبرية لمعرض الكتاب الدولي بالرياض لهذا العام أقيمت مساء الاثنين 2-3-1429هـ محاضرة للمؤرخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان جاءت بعنوان (باب السلام.. عنوان أمة ورمز حضارة).
أدار هذه المحاضرة الدكتور عبدالله الخلف الذي استهلها بتعريف مقتضب عن سيرة المحاضر ومسيرته العلمية والعملية، حيث ذكر الخلف أن ضيف هذه الليلة يعد علامة مميزة في المجال الفكري والثقافي والفقهي، فإضافة إلى هذه المسيرة ظل على مدى عقود حريصاً على تدوين السيرة التي عمل تكريس حياته لها.
استهل الدكتور أبو سليمان ورقته بحديثه عن المركز الثقافي في مكة المكرمة وهو (باب السلام) الذي يعد رمزاً لأحداث قوية عن التاريخ، والثقافة والفقه والتفسير، فهو معلم عظيم من معالم مكة المكرمة. ألمح المحاضر إلى أن هذه الورقة هي مسامرة ثقافية سيحاول من خلالها تقديم رؤية خاطفة عن هذا المعلم الحضاري الذي يحتاج -كما يقول- إلى عدة محاضرات إلا أنه اختصر بشكل سريع. وقد وزع الدكتور أبو سليمان ورقته على عدة محاور استهلها بالتعريف بباب السلام القديم ومكتسباته قبل نحو خمسة عقود.
فكانت البداية حينما استعرض فيها شعاع الحضارة الإنسانية التي تشع في هذا العنوان الذي يحتم التعرف على (باب السلام) في المسجد الحرام وما يحويه من درر ثقافية ونفائس معرفية غاية في الإدهاش. وعدد المحاضر الدكتور أبو سليمان مزايا هذا الباب الذي حظي بعناية الأدباء والشعراء في مكة لأنهم يعيشون فيها جماله وعراقة تاريخه فقد قيل عن هذا المكان الكثير من القصائد، والمقالات المعبرة على نحو ما قاله عدد من شعراء مكة المكرمة القدماء والمحدثين. وللدكتور الراحل عبدالله بالخير كتابات جميلة عن هذا المعلم حيث أشار (أبو سليمان) إلى أن هذا الباب يجمع الكثير من الأدباء والمفكرين في العالم العربي مثل طلعت حرب، وعبدالله عزام، وطنطاوي، وعبدالله فدا وعبدالله الخطيب واحتوى على مطارحات فكرية، حيث تم مناقشة شاعرية أحمد شوقي، وأدب طه حسين وغيرهما من المفكرين الأفاضل. وأشار المحاضر إلى أن مكتبات باب السلام تعد علامة مميزة في عصرنا الحديث فضرب مثالاً بالشيخ العلامة محمد علوي المالكي، وصالح جمال ومكتبة (عبدالفتاح فدا) التي يضرب بها المثل نظراً لأنها تحوي جميع الكتب حديثها وقديمها. وعرض الدكتور أبو سليمان الكثير من الصور الفوتوغرافية القديمة التي استنبطها من كتابه الذي وزع على الحضور في هذه الأمسية. واستطرد المحاضر في رواية القصص الشيقة عن المسجد الحرام ولاسيما باب السلام وما فيه من كتب ومخطوطات بالغة الأهمية في عصرنا الحديث، وذكر العديد من الطرائف في مجالس الحلقات التي تعقد في رحاب (باب السلام) التي تلقى فيها الدروس الدينية. وأوضح المحاضر الدكتور أبو سليمان في عرضه لهذه الأماكن أن المكتبات ودور العلم للمذاهب الأربعة حيث وفدت الكثير من الأموال التي شكلت هذه الأربطة. واستطرد في عرض مرافق باب السلام ومنها (منارة باب السلام) والمضيئة.
وعن النشاط العلمي والأدبي لمكتبات (باب السلام) أوضح المحاضر أن هذا النشاط هو معرض دائم للكتاب فلا يوجد أي كتب نادرة لأي كتاب إسلامي في العالم عن طريق المطوفين الذين يوصون الحجاج القادمين إلى مكة بإحضار أي قائمة من الكتب.
ذكر المحاضر الأديب أحمد السباعي الذي يرى أنه يعكف على قراءة القصص والرواية حتى خرج لنا بعدد من الكتب الشيقة. وكذلك عبدالله عبدالكريم الخطيب الذي كان له العديد من المؤلفات منها (السلطة فلفلها كثير) وللقارئ حرية قراءتها كيف ما يشاء.. فقد أوجدت هذا النوع من الكتب، فقد أشار إلى عبدالله عبدالجبار، ومحمد مصطفى، ومحمد ماجد كردي. وتواصلت مسامرات الدكتور أبو سليمان في الحديث عن حكايات (باب السلام) الشيقة التي لها علاقة مباشرة عن الكتب والمخطوطات حيث تعتمد على ما يدون عن باب السلام من قصص وحكايات التي تعرف بالإسلام والعلم لاسيما في العالم العربي والإسلامي.
وختم الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان محاضرته بالحديث عن رموز الثقافة والفكر في مكة المكرمة .