جاءت جائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام حافلة ثرية، وأول معالم ثرائها حصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليها في مجال خدمة الإسلام، وتسلمه -حفظه الله- لها، وما أوضحه بتواضع جم في كلمته من أنه تردد في قبولها لشعوره بأن هناك من هو جدير بها أكثر منه، وما تضمنته أيضاً كلمته من مشاعر فياضة تجاه خدمة الإسلام بشكل عام، والمملكة على وجه الخصوص.
وثاني معالم الثراء في حفل هذا العام اجتماع عدد كبير من الذين فازوا بها في الأعوام السابقة ودعوتهم إلى الحفل الثلاثين للجائزة؛ مما يوثق الصلة بهم ويربطهم بالجائزة التي لا شك أن كل فرد منهم يحمل في داخله إكباراً لها وتقديراً للمؤسسة التي تشرف عليها.
إن هذه الجائزة العالمية في توجيهها التي يؤكد عليه تنوع جنسيات الفائزين بها من عرب وأمريكيين وأوربيين وآسيويين تحتاج إلى دعاية وإعلام يبرزان قيمتها في المجتمعات الإنسانية بشكل عام ويوضح للآخرين من خلالها قيم العروبة والإسلام الممثلة في حب الآخرين واحترامهم إضافة إلى العدالة في الاختيار دون اعتبارات للعرق أو الدين، بل بموجب معيار أساسي وهو خدمة الإنسان في كل مكان.
إن جائزة الملك فيصل العالمية هي اليوم دون شك الأولى على المستوى العربي والإسلامي، ومن الجوائز المرموقة على المستوى العالمي وتحتاج إلى توسيع دائرة التعريف بها عالمياً لتأخذ مكانتها على رأس قائمة الجوائز العالمية، ولا يكون ذلك إلا بموجب خطة دقيقة تنفذ في فترات محددة من كل عام قبل المنح وبعده.