Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/03/2008 G Issue 12949
الاربعاء 04 ربيع الأول 1429   العدد  12949

ولكنكم يا معشر الكتاب تأبون إلا أذيتنا
د. عبدالله بن سعد العبيد

 

بعد مقالتي الأخيرة التي عنونتها بانتحار شاب سعودي، وردني عبر البريد الإلكتروني الذي عادةً ما أذيل مقالاتي به رسالة من أحد الأخوة العرب المقيمين في المملكة كما يفهم من سياقها وبتوقيع ( شقيق متألم )، أترككم مع ما جاء فيها دون حذف أو تهذيب أو أي تدخلات خشيةً من أن أكرس

بعض المفاهيم التي وردت فيها لدى الأخ كاتبها أو غيره من الإخوان العرب.

(بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة وآله وصحبه أجمعين وبعد:

فقد قرأت مقالتكم (التخيلية حسب تعبيركم) التي كانت بعنوان (انتحار شاب سعودي) في العدد 12927 من الجزيرة الغراء، وإنه والله مؤلم أن نُلام نحن العرب المقيمين على هذه الأرض الطيبة منذ سنوات طويلة وقد نبتنا بها - وهي أرضنا ومستعدون للدفاع عنها بدمائنا ودماء أبنائنا - كسائر أرض العرب التي هي منا ونحن منها، وعليها ولد أبناؤها وكبروا وترعرعوا، وعملنا فيها ليل نهار لجني الرزق نعم، ولكننا أيضاً ساهمنا في بنائها وتطورها في مختلف المجالات فهي أرضنا مع أنها ليست مسقط رؤوسنا.

ولم تقصر الحكومات السعودية المتعاقبة أبداً نحونا كعرب مقيمين على هذه الأرض الطيبة من حيث الاحترام والتقدير والضيافة الكريمة التي تليق من أخ لأخيه وقريب لقريبه تربطه به أواصر الحب والقربى والدم واللغة وغيرها.

ولكنكم يا معشر الكتاب تأبون إلا أذيتنا نحن العرب خاصة من خلال ربطنا بالآخرين، فإن نعتموهم بالأجانب كنا فيهم وإن سميتموهم وافدين كنا معهم... إلخ وتحملنا أوزارهم معهم ونحن براء منهم وهم براء منا.

لم تشفع لنا السنون ولا الأيام ولا الدم ولا القرابة وصلة الرحم واللغة والدين عندكم... تضربونا بسهامكم وأسواطكم يومياً من خلال ضرب الآخرين.... المفسدين والسائبة وغيرهم دون تمييز.

نحن معكم ضدهم ولكن لا تكونوا معهم ضدنا... يا إخواننا نحن منكم وإليكم عرب دمنا يجري في عروقكم ودمكم في عروقنا.. ألم تشفع لنا كل هذه السنون ولو بنوع من الاحترام والتقدير؟؟؟ أتعلمون يا معشر الكتاب أننا نحن وأبناؤنا نعرف هذا البلد الذي عشنا فيه أكثر من مسقط رؤوسنا... وما ذنبنا إلا أننا لا نحمل ذات البطاقة التي تحملونها فاتقوا الله فينا

في موضوع البطالة... تهاجموننا

في موضوع الإجرام... تهاجموننا

في موضوع الغش التجاري... تحملوننا الوزر

ونحن لا ناقة لنا في ذلك ولا جمل والله المستعان

وكما قال الكاتب السعودي المنصف قبل مدة لا يحضرني اسمه (رفقاً بالمقيمين) وأزيد عليها (العرب)

فهذه الأرض الطيبة وسعتنا وسوف تسعنا جميعاً على حب الله ورسوله، فنحن جميعاً في النهاية في سلة واحدة في نظر العدو المتربص بنا وبأمتنا.

جزاكم الله خيراً

شقيق متألم )

وقبل أن أعلق على رسالة الأخ الكريم الذي شرفني بكتابته سابقاً، أود أن أنقل لكم أيضا رسالة وصلتني على ذات البريد وبمناسبة ذات المقال ولكن من شاب سعودي يبدو أنه في حالة يأس وإحباط شديدين كما يفهم من رسالته وكما ذكر هو تحديداً عن عدم ترتيب ما كتب مما اعتبرته تشريعاً لحذف وتهذيب بعض مما جاء في رسالته، أنقلها مع حذف قليل لبعض مما ورد فيها وكثير من التهذيب:

(بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء - صباح الخير

د. عبدالله بن سعد العبيد... المحترم

معك أحد أبنائك وقد نصحني أحد قراء مقالاتك والمتابعين لك أن أرسل لك مشكلتي أو بالأصح مشكلة المئات من أبناء هذا البلد وكلنا أمل أن تكون عوناً لنا وتوصل صوتنا للمسؤولين فأنت أملنا بعد الله.

وأسألك بالذي جعل لك عينين تبصر بهما ولساناً تقرأ به أن تقرأ الرسالة كاملة.

أنا خريج معهد حكومي صحي تخصص تمريض ولي سنة ونصف أنتظر التعيين وبعد معاناة ومكابدة مع الدراسة لأن المعهد يبعد أكثر (120كيلو) عن منزلنا وياما مرت بي ظروف وظروف أقل ما تسمى قاسية علما أنني أفضل من غيري فهناك من هم أشد مني. وبعد التعب قعدنا سنة ونصف عانينا أشد المعاناة من معاملة الموظفين في المديريات من تهميش إلى استهتار إلى وعود إلى... إلخ.

كل أسبوع يقولون نعينكم الاثنين الجاي سنة ونصف على هالمنوال راحت علينا وظائف وراحت أعمارنا ما وظفونا ويوم جت الميزانية تفاءلنا. الحكومة ما قصرت أضخم ميزانية ذهبت لوزارة الصحة لكن للأسف حطوا نظام جديد نظام للحين عاقد لساننا ما نعرف نتكلم نظام..... لا ترضاه ديانة ولا قانون.

والله قهررررررررر والله ظلم والله إنهم ذبحووونا يا دكتور عبدالله تكفى لا تخلينا وصل صوتنا حرك الموضوع....

أصدروا نظاماً جديداً ينص على إلغاء قوائم الانتظار التي لها سنة ونصف وجمعها مع خريجي هالسنة يعني اللي أفضل معدل من حقين هالسنة يتعينون قبلنا وحنا ما راح يلحقنا الدور أبد الآبدين يعني محكوم علينا مانتعين.

يعني في ذمتك واحد ماله متخرج إلا شهرين يتعين قبل واحد له سنة ونصف ينتظر؟!!

علماً أنه سابقاً كانت الأفضلية بالأقدمية بس هالسنة استحدثوا هالنظام عشان بعد شهر يطلع خبر (وزارة الصحة توظف خريجي هالسنة) ويقرؤه ولاة الأمر ويقولون: ما شاء الله على هالوزير..!!

ولعل من المضحك المبكي عفواً المبكي المبكي أننا خريجون فنيون قالوا ما فيه عندنا رواتب لفنيين ما عندنا إلا مساعد صحي قلنا طيب نتنازل، وتنازلنا ونفس الشيء لنا أكثر من 8 أشهر متنازلين.

د. عبدالله آسف على هالفوضة أدري كلامي ما هو مرتب ولا أعرف بس والله ما عبرت إلا عن جزء بسيط واللي في قلوبنا أكبر من أن يكتب، يمكن تجاوزت الخطوط الحمراء مع أني حاولت أن أكون هادئاً وأنا أكتب الموضوع بس ما قدرت ولو فوق رأسي دلة فاااحت من القهر.

وأرجع وأقول لك تكفى لا تخلينا ولا تخلونا يالصحافة كلكم أنتم صوتنا وأنتم أملنا.

واعلموا أنكم على ثغر في هذا البلد الطاهر وأنها أمانة ألقيت على عاتقكم.

قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}

وتذكر قول الشاعر:

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي

بأن يدي تفنى ويبقى كتابها

فإن كتبت خيراً ستجزى بمثله

وإن كتبت شراً ستلقى حسابها

اعلم يا دكتور عبدالله وأنا لست أعلم منك ولا أفهم منك حاشا وكلا إن هذا من التعاون على البر والتقوى أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك.

أسأل الله أن يجعل في قلمك فرجة عصى موسى لأبنائك وإخوانك).

ما سبق كان رسالتان تعبران عن وجهتي نظر مختلفة أرى أنني لست بحاجة إلى تعليق طويل عليهما فالرسالة الأولى والتي يتهمنا فيها شقيقنا العربي المتألم بأننا نقحمهم مع غيرهم من الوافدين في جملة من الاتهامات، والثانية يحمل فيها مواطن يحق له قبل غيره الحصول على وظيفة تضمن له مصدر رزق يعتاش منه، يحمل الدولة ممثلة بوزارة الصحة عدم توظيفه ومجموعة أخرى من زملائه ممن سعوا في طلب العلم حتى يصبحوا مؤهلين للعمل.

لست مضطراً لإعادة ما ذكرت في مقالتي (انتحار شاب سعودي) عن طلبي حفظ حق الإخوة العرب وغير العرب ممن ساهم في نهضة هذه البلاد ولست محتاجاً لتذكير الأخ المتألم بقولي إنني ممن يطالبون باستمرار استقدام الخبراء لضمان ديمومة النهضة في بلادنا كما ذكرت في ذات المقال وغيره، ولكنني أجد نفسي مضطراً لوضع سؤال أكبر أهمية، ألا يحق للشاب السعودي الذي بعث بالرسالة الثانية بأن يتم إحلاله فوراً بدل أحد الوافدين في إحدى مستشفيات الدولة. لماذا تصر وزارة الصحة وغيرها من الوزارات الخدمية والشركات الحكومية على استقدام عمالة يوجد بدلاء أكفاء لهم من أبناء هذا البلد؟ وإن شكك أحد في وجودهم فليسأل وزارة العمل ووزارة الصحة والمعاهد الحكومية والخاصة ومصلحة الإحصاءات العامة.

سؤال أوجهه لكل من يهمه الأمر، وللأخ المتألم فهل من مجيب؟

dr.aobaid@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد