يمكن أن نطلق على البطولة التي حققها الهلال مؤخراً بفوزه بلقب كأس ولي العهد بالمحاولة الفاشلة للوصول نحو دوري أبطال آسيا.. فالتعديلات الأخيرة للبطولات السعودية الجديدة تمنح فرصة المشاركة في دوري أبطال آسيا لبطل الدوري أو بطل كأس خادم الحرمين الشريفين فقط.. وبذلك فلن تؤهل البطولة الهلالية الجديدة الفريق للمشاركة في الاستحقاق الآسيوي.. وهو ما يعني أن المحاولة الهلالية للعودة للبطولة هي محاولة فاشلة يجب أن ينساها الهلاليون ويعاودون الكرة للبحث عن البطولات القادمة متى ما أرادوا اللعب في البطولة الآسيوية.
وهذا قد يكون من مصلحة الجماهير الهلالية التي ستتطلع لبطولة أخرى دون الاكتفاء بالبطولة الحالية.. فلم يعد لكأس سمو ولي العهد ذلك الحجم الذي كانت تحظى به عندما استبعد بطلها من التمثيل الآسيوي.
ولعل من حسن حظ الهلاليين أن آمال فريقهم ما زالت قائمة في تحقيق اللقب الأهم وهو بطولة الدوري خصوصاً أنها ستكون من أمام الاتحاد المتصدر وهو الذي انتزع اللقب من الهلال في الموسم الماضي وبشكل دراماتيكي حانت الفرصة لاستعادته مجدداً وبنفس الطريقة تقريباً.
الهلال حسابياً قادر على تحقيق اللقب.. لكن أمامه العديد من العقبات التي يجب أن يتجاوزها قبل الوصول للاتحاد في النهائي، الاتحاد الذي سخرت كل الظروف لمصلحته ليحافظ على لقبه بلعب المباراة النهائية على أرضه وبين جماهيره وأمام الهلال المنافس الدائم على البطولة.. وهي رغم صعوبتها إلا أنها تعد فرصة سانحة للهلاليين لرد الاعتبار لبطولة الموسم الماضي التي سلبها الاتحاد في غفلة هلالية في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
أوضاع الهلال حالياً جيدة من جميع النواحي.. لكن ذلك ليس ضماناً لقدرة الفريق على الفوز ذلك أن تغير الأحوال الهلالية لا يحتاج سوى غمضة عين ليحول الله الحال من حال إلى حال.. فالعمل غير المنظم قد تهز نتيجته مباراة كما حدث أمام القادسية.. فبمجرد التعادل تحولت أوضاع الفريق من مرشح للقب إلى فاقد لكل آماله.. من هنا أقول إن أي تعثر للهلال في قادم مبارياته سيكون من الصعب تجاوزه ليعود الفريق لنقطة البداية.. وعلى أي حال فإن المباريات المتبقية للهلال ليست قليلة (خمس مباريات) فضلاً عن صعوبتها وهي تحتاج لعمل إداري كبير لتجهيز الفريق وتهيئته للفوز باللقب وهنا مربط الفرس، فالأوضاع العامة رغم تحسنها مؤخراً إلا أنها وقتية ولا يعتد بها ويكفي أن نتابع ما حدث بعد الفوز بكأس ولي العهد من رغبات بالابتعاد سواء من قبل الدعيع والشلهوب أو حتى المدرب القدير عبداللطيف الحسيني لنكتشف أن هناك أزمة داخلية لم يستطع أحد التصريح بها.
أنجوس والإعداد!!
أعلنت مؤخراً تشكيلة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم استعداداً لتصفيات كأس العالم القادمة.. والملفت أننا لم نتعلم من برامج الإعداد والاستعداد للمونديال العالمي فلا زلنا نعمل بنفس الطريقة التي عرفناها تشكيلة تضم أكثر من ثلاثين لاعباً ومباريات ودية مجهولة الهوية وغير محددة أو مبرمجة ومعسكرات تدريبية تركز على الكم وليس الكيف.
فالمنتخب تنتظره مهمة شاقة وصعبة في التصفيات ونحن لا زلنا نهدر جهودنا بمعسكرات العدد الكبير من اللاعبين دون جدوى.. فالسيد أنجوس ومعه إدارة المنتخب مطالبون بالتركيز على العناصر الأساسية وتطوير أداء المنتخب وحصر الجهود في أبرز اللاعبين كما تفعل المنتخبات الدولية.. فالوقت والوضع لا يسمحان بالتجريب وإتاحة الفرصة بقدر ما نحن أحوج فيه لرفع مستوى الفريق (الأول) وتوفير مباريات قوية له وحصر أفراده في عدد محدود من أبرز اللاعبين مع ترك البقية في أنديتهم ويمكن استدعاءهم وقت الحاجة الفعلية وليس لمعسكر طويل يضم عددا كبيرا من اللاعبين تصعب السيطرة عليهم والاستفادة منهم.. فكل منتخبات العالم تركز على 22 لاعباً تشركهم في المباريات وتستدعي من يراد إشراكهم في القائمة الأساسية فقط.. لأن الوقت ضيق والجهاز الفني مطالب بعمل حقيقي يتعلق برفع المستوى الفني والتجانس وخطط اللعب والانسجام وتقديم فريق بتركيبة واضحة المعالم يمكن مناقشة المدرب عليها ومحاسبته من خلالها.. أما ما يحدث منذ سنوات فهو تجميع لأعداد كبيرة من اللاعبين وتشتيت للجهود وتجريب لا داع له..!
لمسات
** ليس من مصلحة الهلال استمرار الإدارة الحالية لفترة قادمة بعد أن فقدت الرغبة في العمل والتواجد وقيادة النادي نحو المزيد من الإنجازات.. فالهلال ليس بحاجة لأسماء بقدر حاجته لكفاءات قادرة على خدمته وإعداده بالشكل الصحيح ويكفي أن نعود بالذاكرة لبداية الموسم لنعرف كيف تسبب الغياب الإداري في خروج الهلال من بطولتين خارجيتين وكيف تسببت القيادة الإدارية في هز الفريق في الدوري عبر التخلي عن أبرز نجومه في منتصف الموسم وتهميش العناصر الشابة التي وصلت المنتخب بمجرد أن منحت الفرصة.
***
** ها هو المرشدي وزميله الشاب أحمد الفريدي يصلان للمنتخب بمجرد أن أطلق سراحهما ومنحا الفرصة وهكذا بقية العناصر الشابة التي تعاني الإهمال على حساب مجاملة أسماء محددة!
***
** النجم الكبير محمد الشلهوب بحاجة لوقوف الهلاليين معه وحل كل مشاكله وتهيئة الظروف أمامه ليعود نجماً كما كان.. ووضع الشلهوب يحكي الأوضاع الإدارية في النادي والحاجة الماسة لإدارة تعمل وتقف مع نجومها لتحقيق الإنجازات فالنادي لا يفتقد للاعبين بقدر حاجته لعمل إداري كبير!
***
** أفضل ظهير أيسر في الملاعب السعودية عبدالله الزوري ما زال بعيداً عن صفوف المنتخب.. الزوري تماما كما هو الفريدي استدعي للمنتخب الأولمبي ووضع احتياطياً لمن هم أقل منه مستوى وموهبة.. ونحن للأسف ما زلنا لا نجيد اكتشاف المواهب ورعايتها وصقلها!
***
** بعد التحول الكبير في المواقف والآراء يبدو أن ما يقال عن شراء رئاسة النادي بأنه صحيحاً!!
***
** يخسر الاتفاق فيغضب الآخرون أكثر من الاتفاقيين أنفسهم!!