الجزيرة - غزة - من بلال أبو دقة
مزَّقت صواريخ الاحتلال الصهيوني أجساد وحلم فريق كرة قدم للناشئين الفلسطينيين فاستشهد أربعة منهم من عائلة واحدة عندما أطلقت طائرة استطلاع صهيونية صاروخين على الأقل على مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم أمام منازلهم في منطقة جبل الكاشف بمخيم جباليا، شمال قطاع غزة.. الأمر الذي أدى إلى تحول أجسادهم إلى أشلاء وإصابة ثلاثة منهم بجراح خطرة.
يقول الشاب (محمد دردونة - 26عاماً) شقيق الشهيد الطفل (عمر دردونة -14 عاماً) ل مراسل (الجزيرة): بقي شقيقي (عمر) أياماً وهو يدخر مصروفه من أجل أن يُحصل ثمن كرة قدم جديدة يجمع بها كافة أصدقائه وأقرانه من الجيران ليكونوا فريقين لكرة القدم، ويتنافسوا من يكون الأقرب إلى صانع ألعاب منتخب مصر لكرة القدم (محمد أبو تريكة)، وبعد أن حصل الثمن واشترى الكرة وتجمع الأصحاب في فناء منزلنا، وما إن جاء ليركلها بقدمه حتى تمزَّقت الكرة وكذلك أجساد الفريقين.. وراح الفريق وترك اللاعبون الملعب غارقاً بالدماء، والجمهور أصبح باكياً ومعزياً بعد أن كان يصرخ مشجعاً لهم، ولم يبق في المكان سوى رائحة الدماء والكرة تمزَّقت كذرات الدماء..
وتفرق فريق كرة القدم الذي كان يقوده الطفل عمر دردونة (14 عاماً) الذي يمثّل اللاعب المصري (أبو تريكة)، والطفل علي دردونة (7 سنوات) ومحمد نعيم حمودة (12 عاماً) والطفل دردونة ديب دردونة (11 عاماً)، إضافة إلى يحيى ومحمود وعلي دردونة، وتحولت الأقدام الضاربة للكرة إلى أشلاء ممزقة.
أم (أبو تريكة الفلسطيني) الشهيد الطفل (عمر)، تقول: آخر دقائقه قضاها في مجالستي أمام فرن الطين يساعدني في إعداد الخبز ويجمع لي حطباً، فلم أكن أريده أن يخرج عني خوفاً من الدبابات، لكن الطائرة الصهيونية كانت له بالمرصاد.
وتقول الأم المسكينة لقد كان طفلي (عمر) يحب الكرة وأحب اللاعب المصري الذي أذهل العالم بغزة فاشترى هذه الكرة وكان يقول لي إنه سيصبح أمهر لاعب في منطقة شمال غزة في كرة القدم، لكنهم، لماذا قتلوه لا أدرى..؟!
وفي تقرير لها (حصلت عليه الجزيرة) أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن 130 فلسطينياً، بينهم 40 طفلاً، قضوا خلال خمسة أيام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، ضمن ما تُسمى عملية (الشتاء الساخن) التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني قبل أكثر من أسبوع على قطاع غزة، في حين أُصيب (350) فلسطينياً، بينهم 92 طفلاً، وبتر طرف واحد لسبعة مصابين، وبتر طرفين لثلاثة..
وكان النجم المصري (محمد أبو تريكة) قد احتفل مطلع الشهر الماضي على طريقته الخاصة بالهدف الثاني في مرمى السودان على استاد (بابا يارا) في كوماسي بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، برفع قميصه ليظهر عبارة (تعاطفا مع غزة) باللغتين العربية والإنجليزية في إشارة للحصار الوحشي الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين في غزة ليتلقى بطاقة صفراء من حكم المباراة.. وكان قبلها قد أظهر (أبو تريكة) فانلة كُتب عليها (نحن فداك يا رسول الله) في المباراة النهائية لبطولة الإمم الأفريقية بالقاهرة في عام 2006م.