«الجزيرة» - ياسر المعارك
أوضح وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور عبيد العبيد أن الوزارة مقبلة على غربلة المراكز الصحية من الأساس ضمن مشروع استراتيجي يحقق نقلة نوعية في الرعاية الصحية الأولية وأبان العبيد أن هناك تصنيفاً جديداً للمراكز موضحاً أنها تؤدي أدواراً غاية في الأهمية ومزيداً من التفاصيل في الحديث التالي:
* تبنت وزارة الصحة مؤخراً برامج طب الأسرة كخطوة مهمة في تطوير الرعاية الصحية، ماذا أعدت لهذه الخطوة من بنيات تحتية؟
- شهدت الخدمات الصحية خلال العقدين الماضيين تطورات كبيرة قفزت بها إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً في مجال الرعاية الصحية، كما أن موافقة وزارة الصحة على اعتماد مفهوم الرعاية الصحية الأساسية كإستراتيجية لتقديم الخدمات الصحية قد حظيت بكل الدعم والمؤازرة من لدن ولاة الأمر ومن هذا المنطلق بادرت وزارة الصحة التي تضطلع بتقديم القسم الأكبر من الخدمات الصحية على مستوى المملكة إلى نشر مراكز طب الأسرة والمجتمع في مختلف أنحاء المملكة كضرورة ملحة لتطبيق إستراتيجية الرعاية الصحية الأولية.
* ما هي أبرز المرتكزات التي يقوم عليها أسلوب طب الأسرة؟
- ترتكز على التوسع في تقديم الخدمات الصحية الأساسية بصورة متكاملة وبدرجة عالية من الكفاءة لجميع التجمعات السكانية والتنسيق الكامل بين الخدمات الصحية المقدمة من المستويات الثلاث التي تشمل مراكز وعيادات طب الأسرة والمستشفيات العامة والمستشفيات التخصصية وإعطاء أولوية لتقديم أفضل الخدمات للمجموعات السكانية الأكثر عرضة للمخاطر كالحوامل والأطفال دون سن الخامسة وذوي الاحتياجات الخاصة، ودمج البرامج والأعمال الوقائية مع الأعمال العلاجية والتوعية والتدريب المستمرين للعاملين في مجال الرعاية الصحية الأساسية عن طريق وضع البرامج الخاصة والتدريب على رأس العمل بإدخال أسلوب وثقافة طب الأسرة كجزء أساسي في برامجها الدراسية والتدريب العملي لمنسوبيها إضافة إلى تغيير مفاهيم المجتمع نحو مراكز طب الأسرة للنظر إليها كمؤسسات إيجابية هدفها تطوير صحة المجتمع ومنع حدوث المرض لأفراده وتقديم أفضل السبل لعلاج المريض وخدمات التأهيل.
* كيف تصف لنا هذه النقلة النوعية في إنشاء (2000) مركز صحي كبنية أساسية لتطبيق هذه الثقافة في مختلف مناطق المملكة؟
- المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين بتخصيص 6.5 مليارات ريال وتنفيذ المرحلة الأولى والثانية من البرنامج الإضافي لتحسين وتطوير الخدمات الصحية تشكل حافزاً كبيراً لوضع الخطط والبرامج الخاصة بتطوير وتأهيل (2000) مركز حيث تم البدء في استلام (150) مركز صحي على أحدث طراز وذات طابع موحد، كما تم توقيع عقد إنشاء (420) مركزاً صحياً من نفس الفئة وكذلك تمت ترسية (440) مركزاً صحياً وذلك ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لإنشاء (2000) مركز صحي في كافة مناطق المملكة إضافة إلى العمل على توسعة المرافق الصحية القائمة وزيادة أعداد القوى البشرية الطبية.
* وما هي مقومات النجاح والأهداف لتطبيق البرامج تحت شعار (طبيب أسرة لكل أسرة)؟
- تعمل الوزارة حالياً على إحلال أسلوب وثقافة طب الأسرة بدلاً عن الرعاية الصحية الأولية رغبة في تقديم خدمات ذات جودة عالية ترقى لتطلعات المستفيدين من خدماتها من خلال إصلاح نظام الرعاية الصحية الأولية بشكل جذري تتطلبها متغيرات حياتنا المستجدة حيث تبنت الوزارة شعار (طبيب أسرة لكل أسرة) وتمثل مراكز طب الأسرة الجزء المهم والأساسي في إستراتيجية تطوير الخدمات الصحية بالمملكة بصفة عامة وخدمات الرعاية الصحية الأساسية بصفة خاصة.
* ما هي البرامج التي تقدمها مراكز وعيادات طب الأسرة؟
- هناك خطة شاملة لتطوير المراكز الصحية تضمن تقديم خدمات متكاملة تشمل توعية المواطنين وإرشادهم نحو مشاكلهم الصحية ووضع الحلول المناسبة للسيطرة والقضاء عليها والإصحاح الأساسي للبيئة وخدمات الأمومة والطفولة والتحصين ضد الأمراض المعدية خاصة أمراض الأطفال الستة ومكافحة الأمراض السارية (المعدية والمتوطنة) والسيطرة على انتشارها مع علاج الأمراض الشائعة في المجتمع وإجراء الجراحات البسيطة وتوفير الأدوية الأساسية.
وحسب معايير هيكلة المراكز الصحية المطبقة بالمملكة فإن الخدمة التي يقدمها كل مركز تعتمد على عدد السكان والموقع الجغرافي حيث يوجد طبيب لكل 2000 ـ 3000 نسمة بواقع (4) زيارات لكل ساكن في السنة.
* وماذا عن تصنيفات مراكز طب الأسرة ودور كل فئة؟
- إن تطبيق نظام طب الأسرة والمجتمع يعتمد على ثلاث أنواع من المراكز تضم مركز طب أسرة الإشرافي ومركز طب أسرة (أ،ب) وعيادة طب أسرة.
ومركز طب الأسرة الإشرافي عبارة عن مركز إداري للقطاع الصحي يضم العديد من مراكز وعيادات طب الأسرة ويعمل به أطباء للعديد من التخصصات تقدم هذه المراكز خدمات استشارية وعلاجية وتشخيصية للمراكز والعيادات التابعة لها كما تقدم كافة الخدمات العلاجية والوقائية المقدمة في مراكز طب الأسرة (أ،ب) بالإضافة إلى خدمات الصحة النفسية الأولية والصحة العامة ومراقبة الجودة وهي خدمات جديدة تضطلع بها ضمن خطة تطوير الرعاية الصحية وذلك في دائرة جغرافية لا يزيد قطرها عن (30) كيلو متراً وتعمل هذه المراكز على مدار اليوم وتتوفر لديها سيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة كما تدخل هذه المراكز في المراكز الصحية المرجعية في نظام الضمان الصحي التعاوني لغير السعوديين مع إمكانية الاستفادة من المستشفيات العامة التي يقل عدد أسرتها عن (50) سريراً كمراكز إشرافية مع دعمها بأطباء أسرة.
أما مركز طب الأسرة (أ،ب) فإنه سيقدم خدماته الوقائية والعلاجية للمجمعات السكانية التي يزيد عدد سكانها عن (1000) نسمة وتشمل خدمات التطعيم ورعاية مرضى الأمراض المزمنة ورعاية المسنين ورعاية الأمومة والطفولة فيما تخدم عيادات طب الأسرة المجمعات السكانية التي يقل عدد سكانها عن (1000) نسمة.