مدريد - د ب أ
من المرجح أن يسمح انتصار رئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو في انتخابات الأحد له ببناء ما يعتبره إسبانيا جديدة وحديثة.
وقال ثاباتيرو في حشد من أنصاره إنه يأمل في أن يفعل ذلك في أجواء أكثر سلمية مما كان في فترته الأولى وبقدر أقل من التوتر مع المعارضة المحافظة لكن يبدو أن الهدوء أمر ليس مضموناً إلى حد كبير.
فقد عزز انتصار ثاباتيرو من موقفه وفند مزاعم المعارضة بأنه ليس زعيماً حقيقياً وأنه لم يفز عام 2004 إلا بسبب تفجيرات القطارات التي نفذها متطرفون والتي قتلت 191 شخصاً في مدريد قبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات. بيد أن حزب الشعب المعارض ذا التوجهات المحافظة فاز هو أيضاً بمقاعد على حساب الأحزاب الصغيرة مما حدا بالزعيم جاسبار لامازاريس الذي ينتمي لأقصي اليسار لأن يصف الانتخابات بأنها (تسونامي حزبين) وهو مؤشر على تمدد الاستقطاب الثنائي الحزبي على ساحة المشهد السياسي الإسباني. وتحول ثاباتيرو خلال السنوات الأربع التي أمضاها في السلطة من زعيم شاب تسخر منه المعارضة وتلقبه ب(بامبي) - وهو اسم صغير حيوان الأيل - إلى رئيس وزراء مقدام لم يتردد في إدخال سلسلة من التحولات الاجتماعية في مواجهة معارضة شعواء من جانب الكنيسة الكاثوليكية.
ومن المتوقع أن تتواصل المواجهة بين الحكومة والكنيسة خلال الفصل التشريعي القادم بعد قيام مؤتمر الاساقفة بانتخاب الكاردينال المحافظ انطونيو ماريا روكو رئيساً له. بيد أن حزب الشعب امتنع عن الاقتراب بأكثر من اللازم في تحالفه مع الكنيسة خشية أن يبدو شديد (الرجعية) وفقاً للمفاهيم الغربية.
وهاجم ماريانو راخوي زعيم حزب الشعب ثاباتيرو بشأن ما اعتبره موقف رئيس الوزراء اللين تجاه الإرهابيين بعد محاولة الحكومة الفاشلة التفاوض مع حركة ايتا التي تطالب بانفصال إقليم الباسك عن إسبانيا. كما اتهم حزب الشعب ثاباتيرو بتعريض وحدة أسبانيا للخطر بمنح مناطق مثل شمال شرق قطالونياً مزيداً من الحكم الذاتي وهو موضوع من المتوقع أن يبرز خلال الفصل التشريعي الجديد أيضاً.
وحقيقة أن ثاباتيرو لم يحصل على أغلبية مطلقة ستجعله يعتمد على دعم أحزاب إقليمية من المتوقع أن تطلب ثمناً غالياً لهذا الدعم. وسيواجه ثاباتيرو تحديات ضخمة من بينها الاقتصاد الذي تتباطأ حركته بعد ازدهار استمر على مدى عقد من الزمان.
وتعزو الحكومة المشكلات أساساً إلى عوامل خارجية مثل الازمة المالية العالمية وارتفاع أسعار النفط لكن هذه الحجج من غير المرجح أن تؤثر في المستهلكين الذين يكافحون من أجل مواجهة الارتفاع في أسعار اللبن والخبز والبيض حسبما يقول مراقبون.
