روالبندي (باكستان) - أ.ف.ب
مثل خمسة إسلاميين يشتبه بضلوعهم في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو في اعتداء في 27 كانون الأول/ ديسمبر، أمس أمام محكمة لمكافحة الإرهاب سلمتهم نسخا عن بيان اتهامهم.
وقال مسئول في محكمة روالبندي لمكافحة الإرهاب: إن قاضي المحكمة حبيب الرحمن أمر بتوزيع نسخ عن بيان الاتهام على المتهمين الخمسة اعتزاز شاه وحسنين غول وعبد الرشيد وشير زمان ورفقت.
وتابع المصدر إن المحكمة ستعقد جلسة جديدة تفصل خلالها الاتهامات، مشيرا إلى أنه سمح للمتهمين بمقابلة أفراد من عائلاتهم لوقت قصير.
وروى مصور وكالة فرانس برس إن المتهمين نقلوا ملثمي الوجه ومكبلي الأيدي وسط مواكبة ضخمة من وحدات كومندوس في الشرطة إلى محكمة روالبندي المدينة الكبرى في ضواحي إسلام آباد حيث قتلت بنازير بوتو في هجوم انتحاري مع 23 شخصا آخرين، وكان المتهمون قيد التوقيف الاحترازي منذ السادس من آذار/ مارس في سجن اديالا المحاط بإجراءات أمنية مشددة في روالبندي.
وكانت الشرطة اعتقلت اعتزاز شاه وشير زمان قرب المناطق القبلية في كانون الثاني/ يناير، في حين اعتقل المتهمون الثلاثة الآخرون في روالبندي في شباط/ فبراير.
وأفاد المحققون إن غول ورفقت اعترفا بأنهما ساعدا وأمنا الملجأ للانتحاري الذي قتل بوتو في ختام لقاء انتخابي. وكانت الشرطة اتهمت رسميا في الأول من آذار/ مارس الزعيم المفترض للقاعدة في باكستان بيعة الله مسعود "قائد" طالبان الباكستانيين بالوقوف وراء الاعتداء وبأن المتهمين الخمسة جزء من مجموعته، غير أنه نفى ذلك.
من جهته أجرى الرئيس الباكستاني برويز مشرف مشاورات أمس مع مستشاريه القانونيين غداة التوقيع الرسمي على اتفاق بين زعيمي حزبي المعارضة الرئيسيين اللذين طالبا بإعادة القضاة الذين أقالهم في تشرين الثاني/ نوفمبر إلى مناصبهم.
وقد وقع آصف علي زرداري أرمل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو ، ونواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية - نواز - اتفاقا لتشكيل حكومة ائتلاف وطلبا من الرئيس مشرف دعوة البرلمان للاجتماع على الفور.
واتفق الفائزان في الانتخابات التشريعية في 18 شباط/ فبراير على العمل لإعادة القضاة الذين أقالهم الرئيس مشرف إلى مناصبهم في مهلة ثلاثين يوما تلي انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد.
وكان رئيس الدولة أعلن حال الطوارئ في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 وأقال غداة ذلك أكثر من ستين قاضيا غالبيتهم من قضاة المحكمة العليا. وفي حال إعادتهم إلى مناصبهم سيدعى القضاة وبينهم رئيس المحكمة السابق افتخار محمد شودري للبت في شرعية إعادة انتخاب الرئيس.
وفي ضوء هذا الاحتمال يلتقي مشرف مستشاريه القانونيين في روالبندي المدينة المهمة بضاحية إسلام أباد، على ما صرح مسئول باكستاني بدون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكان مصير القضاة المقالين يشكل حتى اتفاق الأحد موضوع خلاف بين آصف علي زرداري الذي يقود عمليا حزب الشعب الباكستاني، ونواز شريف رئيس الوزراء السابق.. ويبدو أن حزب الشعب الباكستاني يقبل بفكرة التعايش مع مشرف لكن مع انتزاع بعض صلاحياته، فيما يشدد شريف على المطالبة برحيله.