إنها الخشبة تغرينا بالحضور.. وتضعنا أمامها منبهرين.. وتأخذ كل ما فينا لنعيش الحالة المسرحية بكل عوالمها.. فأمام المسرح نكون.. بإزاء عالم مستقل.. لنعيش مرة أخرى مع الشيء مع هذا العام...
.. الذي يمكن أن يحدث أو مع الشيء الذي بالضرورة أن يحدث.. وبين الممكن والضرورة ينشأ عالم مواز بإزاء عالمنا الراهن. وإن كان أحدهما سيقلد الآخر.. فإن العالم الراهن سيقلد عالم الدراما حسب سقراط.
(المسرحية) ليست مرآة للواقع كما يتبادر إلى الذهن، وإنما هي استنطاق واقع جديد وبناء عالم مواز لعالمنا واصطياد لحظاته الحرجة عبر علامات مسرحية تستفز المتفرج في أن يعمد إلى تجميعها ويسعى إلى فك دلالاتها ليكون في النهاية الأثر الذي يحدثه العرض لدى المتلقي، وهنا تكون الإشراقة الذهنية واللذة الفنية.
الفرح هو الآخر.. عنصر أساس للحالة المسرحية، يقول الكاتب المسرحي الهندي (غريش كارناد) في رسالته العالمية التي قرأها في يوم المسرح العالمي العام 2002م: الغرض الرئيس للمسرح هو عزل الجمهور عن حياتهم اليومية وإغراقهم في حالة مشتركة من الفرح.
(والمسرحية) جاءت لتحقق بهجة داخلية مشتركة، هي الفرح ذاتها التي عناها كارناد، فالصورة البصرية الجميلة للعرض المنبعث من خلال إطار المسرح تنتشر في المكان لتغطي كل شيء، لنكون جميعاً في لحظة فرح مشتركة ابتهاجاً بالحالة المسرحية التي صنعها العرض.
Ra99ja@yahoo.com