سألت مدير مدرسة قبل أيام عن موعد أسبوع المرور الخليجي فقال ساخراً: والله ما أدري!
فقلت له: كيف ما تدرون ومدرستكم شاركت بلوحات قماشية عدة معلقة على الأعمدة في الشوارع؟!
فقال: المشاركة تمت بأسلوب الفزعة، بعد أن استقبلنا مندوباً من إدارة المرور استطاع أن يقنعنا بمدى حاجته الماسة لهذه المشاركة التي كلف بها دون أن يكون له يد في الاختيار.
وبعد مغادرتي مكتب المدير توجهت إلى أحد الفصول -بحكم عملي في الإشراف التربوي- وسألت التلاميذ عن شعار أسبوع المرور لهذا العام، فكانت الإجابة لم ينجح أحد!
هذه الأحداث كلها وقعت في مدرسة ابتدائية أي أن تلاميذ المدرسة أكبرهم لا يتجاوز اثني عشر عاماً فتساءلت في نفسي: كيف لم تستطع هذه اللوحات الورقية والقماشية والمضيئة أن تلامس هؤلاء الصغار، ولم تستطع أن تفرض نفسها على خارطة ذاكرتهم التي تحفل بكل شيء بدءاً من أسماء لاعبي كرة القدم مروراً بنجوم الفن والغناء، ومن المعروف أن الصغار هم الأكثر تأثراً بالإعلام بأنواعه، ومعنى كلامي أن حملات المرور وقبلها الدفاع المدني لم تكن إلا واجباً وظيفياً تتم تأديته دون أن يكون ثمة روح تضفي جمالها على الوجه الشاحب لهذه الحملات التي لا تزال برغم مرور سنوات عدة نتذكرها بعباراتها كما هي لا جديد تحت الشمس كما يقول المثل، بل إنه في السابق على الأقل كانت هناك منولوجات فنية تعرض في التلفزيون، وهناك مسرحيات وبرامج تمثيلية في كل مكان، بل كانت هناك هدايا متنوعة معظمها يلامس مشاعر الأطفال والكبار على حد سواء.
والخلاصة أن حملات المرور وغيرها بهذا الشكل ما هي إلا هدر في الوقت والمال، ونسبة تأثيرها يعد قليلاً مقارنة بغيرها من أساليب الدعاية، فلو تم إسناد مهمة الحملات المرورية، والأمنية لشركات الدعاية والإعلان مقابل جزء من ميزانيات هذه الحملات لكان أجدى في رأيي. كذلك لو تمت الاستعانة بالنجوم الذين يعشقهم الصغار والكبار للمشاركة في الحملات لكان الوضع أفضل. وجربوا واسألوا أبناءكم عن شعار أسبوع المرور.
MK4004@hotmail.com