Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948
نشرات الأخبار بين (جميل) عازر وإيمان و(ريما) مكتبي
فهد الحوشاني

بإحصائية سريعة وجدت أن عدداً قليلاً من المذيعين يلتزمون الحياد عندما يقرأون نشرة الأخبار، والحياد المقصود هو ألا يكون لملامح وجه المذيع أي تأثير على تلقي المشاهد لمضمون الخبر! فالمذيع غالباً ما يضيف من تعابير وجهه وابتسامته أو تجهمه على مسار الخبر العابر نحو أذن وعين المشاهد الذي يسمع الخبر ويشاهده من خلال تعبيرات وجه المذيع ونبرات صوته! وهل تخرج الحروف بانسيابية بين (الشفاه) الغارقة بحمرة صناعية أو متدحرجة بين ال (براطم) الجافة! ولنتصور خبراً عن تفجيرات في بغداد راح ضحيتها أطفال ونساء وأصحاب متاجر قام بتنفيذها أحد الإرهابيين الذين يتساقطون يومياً في حفر الموت المجاني! أو كان نتيجة قصف طائرات (التحالف) والتي غالباً ما (تشتبه) بوجود إرهابيين في حارة بغدادية ودعت الطمأنينة منذ سنوات فإذا الطائرات تمطرها بالقنابل والصواريخ ليكون الضحايا كالعادة نساء وأطفالاً! مثل هذا الخبر يقرأه جميل عازر فنجد أنه مناسب جداً لقراءته؛ لأنه سيضيف من جديته ونظراته الحادة وطلته نصف المائلة وصوته الرعدي الجهوري ما يجعل من الخبر يأخذ كل مستلزمات الخبر (الفجيعة) فعازر بضغطه على كل الحروف ونبراته ونظراته التي تأخذ بتلابيب المشاهد ستجعل الدنيا تسود في عينيه، لدرجة أنه ربما شعر أن له علاقة بذلك التفجير!! على قناة أخرى تلقي ريما مكتبي خبراً دموياً مماثلاً من أخبار وطننا العربي المليء بالمصائب والكوارث فتنزع من الخبر قسوته كما ينزع من الحليب دسمه فيصبح مادة بيضاء لها علاقة بأي شي إلا الحليب!! ولأن المشاهد تمتزج في عينيه صورة الانفجار مع صورة المذيعة وذلك المزج الفوري بين محتوى الخبر والصورتين ينتج عنه صورة ثالثة مخففة!! ليكون حضور المذيعة الطاغي على الشاشة هو الخبر الذي يشغل أعين المشاهدين برؤيته وقراءة تفاصيله!!

لهذا فإنه من الظلم لبعض الأخبار أن تقرأها مذيعة مثل ريما أو إيمان أو فيروز؛ لأن تلك الأخبار لن تصل إلى المشاهد كما يفترض أن تصل!! لذلك فمن المهم أن يقرأ كل مذيع ما يناسبه شكلاً ومضموناً.. حتى لا نظلم المشاهد ولا الخبر.. ونجعل المذيع المناسب للخبر المناسب!!



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد