الدوحة - موفد «الجزيرة» - سعد العجيبان
يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء اليوم زيارة رسمية لدولة قطر تلبية لدعوة أميرها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ومن المقرر أن يجري سمو ولي العهد يوم غد الثلاثاء مباحثات رسمية مع أمير قطر تتركز على وضع الأسس لبناء علاقات قوية ومتميزة تقوم على الاحترام المتبادل وتفعيل التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة والأسواق المالية.
كما تشمل المباحثات بين الجانبين السعودي والقطري تناول قضايا الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج المرتبطة بالأوضاع في العراق وأزمة الملف النووي الإيراني إلى جانب التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية والعديد من الملفات الساخنة في المنطقة.
إشارة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها
وتشكل زيارة سمو ولي العهد إشارة قوية إلى عودة العلاقات بين المملكة وقطر إلى سابق عهدها، بعد توتر العلاقات الدبلوماسية التي أدت إلى سحب الرياض عام 2002 سفيرها من الدوحة.
إلا أن تقاربا بين البلدين سجل منذ فترة تجسد في زيارة أمير قطر عدة مرات للمملكة لحضور القمة الخليجية في الرياض في ديسمبر 2006 , وقمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في نوفمبر الماضي إضافة إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة في سبتمبر الماضي، كما شارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الخليجية الأخيرة في الدوحة في الثالث من ديسمبر الماضي.
إضافة إلى تأكيدات سمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بعيد اختتام القمة الخليجية الأخيرة في الدوحة بأن العلاقات السعودية القطرية تسير في طريق إيجابي وجيد.
وتأكيده على أن المملكة هي العمود الفقري لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن المهم جدا أن تكون علاقتنا بها كما يجب، وكما دوما كانت تاريخيا علاقات ود وتقارب.
تزامنا مع تعيين سفير للرياض في الدوحة
تتزامن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء والمفتش العام مع تعيين السفير أحمد بن على القحطاني سفيرا للرياض في الدوحة، حيث سلم أوراق اعتماده لأمير دولة قطر.
السفير الجديد أكد أن زيارة سمو ولي العهد ينظر إليها باهتمام واسع في البلدين باعتبارها مؤشراً لمرحلة جديدة في علاقات البلدين.
وأشار إلى أنها تسهم في توحيد وجهات النظر للتنسيق في القضايا الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية، وتأتي تعزيزا للمواقف السعودية القطرية الموحدة تجاه مجمل القضايا.
زيارة ولي العهد تتصدر صفحات الصحف القطرية
أبرزت صحف قطرية في أعدادها الصادرة وعلى صفحاتها الأولى الزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
حيث تضمنت صحيفة الشرق القطرية حديثاً كاملاً لسموه إضافة إلى تحليلات كتبها مفكرون وسياسيون ورجال أعمال عبروا خلالها عن ارتياحهم البالغ لهذه الزيارة التاريخية التي تؤكد عمق العلاقات القوية بين المملكة وقطر وتجسد الثقة المتبادلة بين البلدين.
كما تصدرت زيارة سمو ولي العهد الصفحة الأولى لصحيفة الراية القطرية وتضمنت متابعة تحليلية للزيارة بأقلام مراقبين سياسيين ورجال الفكر والأعمال.
اهتمام قطري بالزيارة
تترقب الأوساط القطرية زيارة سمو ولي العهد وتعتبرها دفعة قوية لعلاقات الرياض بالدوحة بكافة أوجهها السياسية والاقتصادية.
الأوساط السياسية تؤكد الدور الريادي للمملكة في حفظ التوازن في المنطقة، فيما علقت الأوساط الاقتصادية على عاتق الزيارة تشجيع الاستثمار المشترك بين البلدين لما تشهده دول الخليج من طفرة في الاستثمارات والنمو الاقتصادي إضافة إلى تعزيز التعاون التجاري بين المملكة وقطر.
دافع للعمل الخليجي المشترك
أخذت العلاقات السعودية - القطرية طريقها التصاعدي نحو المزيد من التفاهم المشترك والثقة المتبادلة، ذلك التوجه تجسده الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد إلى قطر وتؤكد التطور الإيجابي في العلاقات بين البلدين الذي يعد دافعاً قوياً لمسيرة العمل المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.