اجتاحت الرياض موجة ثقافية خلال هذا الأسبوع ولم تعد البوصلة الثقافية تعرف اتجاهاتها شمالا أو شرقا من كثرة الفعاليات وأصبح المثقف لا يعرف أين يتجه حيث انشغلت الرياض لهذا الاسبوع بالمحاضرات والندوات التي يقيمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية23) ومعرض الرياض الدولي للكتاب المتزامنة في وقت واحد ولأول مرة تنقل وعلى الهواء مباشرة الأنشطة الثقافية للمهرجان الوطني وذلك من خلال القناة الخامسة (الجنادرية) وكم كنا نتمنى أن تقوم القناة (الإخبارية) بنقل فعاليات الأنشطة الثقافية لمعرض الكتاب أسوة بالجنادرية خصوصا أن هناك مفكرين أتوا من المشرق والمغرب وأوراقا مهمة يناقشها المعرض لكن الإشكالية أتت من تضارب المواعيد بين لجنتي إدارة الجنادرية ومعرض الكتاب ولكي نكون منصفين فإن معرض الكتاب بالرياض اعتاد سنويا أن يقيم فعالياته في الأسبوع الأول من شهر مارس للعام الميلادي الجديد وأصبح هذا الوقت متعارفا عليه أما إدارة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) فقد اعتادوا وطيلة دوراتها السابقة أن يقيموها في نهاية شهر يناير وبداية شهر فبراير (موسم الشتاء) وأصبحت منذ ثلاث سنين تتأخر في إقامة مهرجانها شهرا كاملا وتقيمه في شهر مارس (موسم الربيع) ومن المقترح على إدارة المهرجان خصوصا وأن الجنادرية أصبحت ذات قيمة ثقافية يحتفل فيه الوطن ويستشرف المستقبل على ضوء ماضيه وغدا يوما مشهودا في العصر الحديث كأسواق العرب قديما كعكاظ وذي مجاز والمجنة والمربد التي كانت تقام في أيام معلومة يشد لها الرحال وكم نود أن تضرب إدارة المهرجان مواعيدها بدقة خلال الأعوام القادمة وفي وقت معلوم بدلا من التيه والتساؤل الذي يقلق الصحفي والمثقف مع مطلع كل عام (متى تقام الجنادرية؟) وعودا على انشغال الرياض هذا الأسبوع بالفعاليات الثقافية لدرجة التخمة والإشباع ولم يعد العقل يستوعب كل شي وما جعل الله في جوف عبده من قلبين فقد أقيمت في وسط الأسبوع الماضي اجتماع الجمعية العمومية وندوة الموروث الشعبي /الشفهي في الرواية المحلية بجامعة الملك سعود بالإضافة إلى ندوات الجنادرية ومعرض الرياض الدولي للكتاب ونتائج جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمه التي تقيمها مكتبة الملك عبد العزيز العامة واحتفال جائزة الملك فيصل بثلاثين عاما على تأسيسها واستضافة النادي الأدبي بالرياض للروائي جمال الغيطاني وكل هذه الفعاليات الثقافية لها مكانتها وأهميتها إلا أن ازدحامها و تزامنها في وقت واحد أدى - وبكل أسف - إلى تفويت الفرصة على (المثقف) وربما القراء بشكل عام للتعرف على الجهد المبذول من أولئك القائمين على تلك المشاريع الثقافية المهمة.