من نافلة القول أن أذكر أن معاليه كان ملء السمع والبصر، ومن ناقلة القول أيضاً أن أقول أنه - رحمه الله - ساهم في بناء وطن وأنه عمل على رفع شأن مواطنين وغير مواطنين.. وما أكثرهم داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وقد نقلت أجهزة الإعلام حفل تكريم معالي الشيخ عبدالعزيز الذي أقيم يوم الخميس الماضي 28-2-1429هـ في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات حيث تسابق الشعراء والكتاب والأدباء إلى سرد مآثره الثقافية والأدبية والإدارية.. الخ.. الأمر الذي فيه غنى عن ذكر أي مزيد.
إن صلتي الوثيقة بمعاليه كانت تتيح له اللقاءات به بين فينة وأخرى وكان يطيب له أن يأخذ بيدي لنمشي حول منزله وحتى في رئاسة الحرس الوطني ولم يخل أي لقاء من إسداء النصح والتوجيه والإفضاء ببعض الخواطر والرؤى.
الموقف الذي لم يعلمه معاليه في حينه هو أن أحد عائلة آل التويجري (وهم عائلة كبيرة جداً).. زار معاليه لاهجاً لسانه بالشكر عن معروف أسداه إليه.
فقال له معاليه: يا أخي هذه أول مرة أراك فيها.. علي أي شيء تشكرني وأنا لم أقدم لك شيئاً؟
سرد هذا القريب قصته قائلاً: كانت زوجتي تعاني من مرض عضال فسافرت بها إلى العراق بحثاً عن علاج شعبي وصفوه لي وكان ابني يقود سيارتنا، وفي العراق صدم ولدي عربة كان يجرها حمار فنجم عن ذلك الحادث إصابة صاحب العربة بكسور وجروح.. فما كان مني إلا أن جلست محل ابني وصرت أنا قائد السيارة.. جاءت الشرطة واقتادتني إلى السجن ثم أُخذتُ للتحقيق فسألني المسؤول عن اسمي فقلت له: أنا فلان بن فلان التويجري.. فتوقف المسؤول هنيهة ثم سألني: هل تعرف التويجري الذي في الرياض؟ فقلت: نعم، هو عمي.. فكرر السؤال: عمك؟.. قلت: نعم.. فأصدر المسؤول أوامره إلى من كان يشد وثاقي: (آغاتي فكه) وأطلق سراحي بسبب سمعتك يا عمي وعلى هذا جئت أشكرك.
نعم لم يكن معاليه يعلم بما جرى عندما جرى لكن معاليه حمد الله على ما أولاه من نعم، وضمّ إليه قريبه ثم قال له: أبعد ما أنعم الله علينا وعلى بلدنا من أمن ورفاه ورغد واستعداد وتَقَدُّم في جميع مرافق الحياة الصحية وغيرها تذهب إلى خارج البلاد بحثاً عن علاج.. سامحك الله يا أخي، ثم أغدق عليه بما لا يعلمه إلا الله.
رحمك الله يا أبا عبدالمحسن وغفر لك وجعل الجنة مثواك ومأواك وفي عليين إن شاء الله.