«الجزيرة» - عبد الله الحصان
أوضح نائب رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الرياض الدكتور منصور الكريديس أن الدعم الذي أقر لطن الشعير مؤخرا من 700 إلى 1200 ريال سيساهم في تأجيل تطبيق الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف الكاملة إلى أجل غير معروف مالم يتم إعادة النظر في دعم مدخلات الأعلاف الأخرى.
وقال الكريديس وهو الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود أيضا: إن الشعير أحد مدخلات الأعلاف الهامة والتي تدخل بشكل رئيس في صناعة أعلاف الماشية. إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تحرص على دعم استيراد هذا المورد العلفي الهام منذ أكثر من 29 سنة حرصا منها على دعم الثروة الحيوانية في المملكة، وبخاصة مربو الماشية باعتبارهم شريحة هامة تمثل مربي الماشية التقليديين باعتبار نشاط تربية الماشية مصدر رزق لهم ولأسرهم، وهم يشكلون 96% من المربين العاملين في هذا النشاط. ونظراً لأهمية عدم اعتماد المربين على الشعير كمورد علفي رئيس وأحيانا يعتبر العلف الوحيد في التغذية، قامت وزارة الزراعة بعمل إستراتيجية للأعلاف في المملكة وافق عليها مجلس الشورى منذ أكثر من ثلاثة أشهر على أن تكون هذه الإستراتيجية خطة وطنيهة لتشجيع صناعة الأعلاف الكاملة وتحسين استخدامها ودعم مدخلاتها، وأشار د.الكريديس أن هذه الخطة تهدف إلى التحول من اعتماد مربي الماشية في التغذية على الشعير بشكل رئيس إلى العليقة الكاملة على أن تقوم مصانع الأعلاف بهذه المهمة بحيث يكون المنتج النهائي متوازنا غذائيا وبديلا عن الشعير، ولتفعيل هذا الأمر والبدء في تطبيق هذه الخطة صدرت الموافقة الملكية في نهاية شهر ذي الحجة الماضي بدعم سبعة مدخلات علفية مستوردة وهي دريس البرسيم، كسب فول الصويا(44%)، كسب بذرة النخيل، نخالة القمح، قشرة دوار الشمس، نخالة الأرز ودبس السكر إضافة إلى ماكان يدعم سابقا من مدخلات مهمة وهي الشعير، كسب فول الصويا (48%)، الذرة الصفراء والذرة الرفيعة وبذلك يصبح لدى مصانع الأعلاف 11 مدخلا علفياً مهماً ومدعوماً تدخل في صناعة أعلاف المواشي.
وأضاف الكريديس انه نظرا لما حصل في الفترة الأخيرة من الارتفاع المتواصل للأعلاف - بمافيها الشعير- والضرر الذي لحق بتربية المواشي نتيجة لهذا الارتفاع إضافة إلى عدم قدرة مصانع الأعلاف الحالية بتوفير الأعلاف الكاملة بشكل سريع جاءت الرعاية الملكية الأخيرة برفع دعم الشعير من 700 ريال إلى 1200ريال للطن.
وحول سؤاله عن مدى أهميه هذا الدعم في خفض أسعار الشعير المرتفعة، أوضح د.الكريديس أن هذا الدعم بلا شك سوف يعمل على خفض السعر بشكل ملموس على المدى القصير على الأقل، ولكن هذا الأمر مربوط بأسعار الشعير عالمياً والتي قد ترتفع مرة أخرى نتيجة للاستيراد الضخم الذي تقوم به المملكة من هذه المادة العلفية المهمة.
وأوضح الكريديس أن المملكة هي اكبر مستورد للشعير في العالم إذ بلغ ماتم استيراده من الشعير عام 2006م 7.5 مليون طن وهذا يشكل قرابة 50% من مجمل الكمية المعروضة منه عالمياً.