كوالالمبور:
كثير من الغموض يحيط بمستقبل رئيس الوزراء الماليزي، بعد أن فقد حزبه الحاكم أغلبية الثلثين في أعقاب الانتخابات التي جرت السبت، وعلى الرغم من أنه نفى شائعات عن عزمه تقديم الاستقالة، إلاّ أن هذه الشائعات دعمها تصريحات رئيس الوزراء الأسبق محاضير محمد التي دعا فيها سلفه عبد الله بدوي حاثاً فيه على تحمل مسؤولية الخسارة التي تكبدها حزبه.وواجه الحزب الحاكم في ماليزيا أكبر نكسة انتخابية له أمس الأحد بعد أن فازت المعارضة بخمس من 13 ولاية. ولم ينجح ائتلاف الجبهة الوطنية المتعدد الأعراق الذي يتزعمه رئيس الوزراء عبد الله أحمد بدوي إلا بالفوز بأغلبية بسيطة فقط في البرلمان، في إشارة إلى زيادة السخط الشعبي تجاه الحكومة.
وقال رئيس الوزراء عقب إعلان النتائج إن حكومته ستتقبل النتائج كاختيار للشعب، وإشارة واضحة على تطبيق الديمقراطية في البلاد.
وقال بدوي (لا أعلم من يتعرض للضغوط (للاستقالة) .. أنا لن أستقيل).
وأدلى أكثر من 70 في المئة من الناخبين البالغ عددهم 10.92 مليون شخص بأصواتهم في الانتخابات التي أجريت يوم السبت.
وحث محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق خلفه عبد الله أحمد بدوي على الاستقالة، وأبلغ الصحفيين في منزله خارج العاصمة (أعتقد أنه يجب عليه تحمل المسؤولية عن هذا مثلما حدث في 2004 فالأغلبية الكبيرة والنصر الكبير كانا يرجعان له بنسبة 100 في المئة .. الآن عليه أن يقبل المسؤولية بنسبة 100 في المئة).
وقالت هيئة الانتخابات إن الائتلاف الحاكم خسر أغلبية الثلثين الحاسمة في البرلمان والتي كان يحتفظ بها خلال معظم سنوات حكمه الذي بدأ قبل 50 عاماً. وهذا المستوى ضروري لتغيير الدستور.
وفاز حزب العمل الديمقراطي الذي يدعمه المنحدرون من أصل صيني في ولاية بينانج، وهي مركز صناعي يضم الكثير من الشركات متعددة الجنسيات.
وحقق الحزب الإسلامي المعارض انتصارات مفاجئة في ولايتي كيدا وبيراك الشماليتين، واحتفظ بسهولة بالسلطة في معقله في ولاية كيلانتان بشمال شرق ماليزيا.وانضم حزب العمل الديمقراطي والحزب الإسلامي لحزب العدالة للسيطرة على ولاية سيلانجور الصناعية، وعلى كل المقاعد تقريباً في العاصمة كوالالمبور.
وقال أنور ابراهيم رمز المعارضة الذي تتزعم زوجته حزب العدالة للصحفيين (غداً سنبدأ في بناء مستقبل أكثر إشراقاً .. إن هذا فجر جديد لماليزيا). وأعادت الهزيمة المفاجئة في بينانج إلى الأذهان ذكريات آخر مرة أخفق فيها الائتلاف الحاكم في الفوز بأغلبية الثلثين في عام 1969 عندما تفجرت أعمال شغب مدمرة بين الملايو الذين يمثلون أغلبية والأقلية الصينية. وقال كو تسو كون رئيس وزراء ولاية بينانج (هذه أكبر هزيمة على الإطلاق منذ تأسيس حزبنا قبل 40 عاماً.
واضاف (أشعر بالحزن والدهشة. وأدعو كل أعضاء الجبهة الوطنية إلى التحلي بالهدوء وعدم اتخاذ أي قرار قد يعرض السلام والأمن في الولاية للخطر).
وتوعدت الشرطة بتطبيق قوانين الأمن الداخلي الصارمة ضد أي شخص يروج شائعات، وحظرت إقامة أي احتفالات بالفوز بعد إعلان النتائج التي كان إحداها السبب في تفجر أعمال العنف عام 1969. وقال حسام موسى نائب رئيس الحزب الإسلامي المعارض المتشدد (الأمر يشبه ثورة).
وتابع (ثار الناس واتحدوا .. الرسالة الموجهة للحكومة هي كفى ...)
وتمت الدعوة إلى الانتخابات قبل موعدها الذي يحين في مايو - ايار 2009 وينظر اليها على نطاق واسع على انها استفتاء على حكم رئيس الوزراء عبد الله احمد بدوي وانتهز الماليزيون الفرصة لتوجيه توبيخ لاذع بسبب ارتفاع الأسعار والنزاعات الدينية والقلق بشأن الفساد.